Saturday, July 26, 2008

خلاصة كتاب : مقدمة في علم التفاوض الإجتماعي والسياسي



خلاصة كتاب : مقدمة في علم التفاوض الإجتماعي والسياسي



الكتاب : مقدمة فى علم التفاوض الإجتماعي والسياسي
المؤلف : د. حسن محمد وجيه

الكتاب مكون من 338 صفحة من القطع المتوسط ويتكون من 27 فصلا موزعة على أربعة أجزاء بالإضافة إلى الجزء الخامس ويحوي 3 ملاحق بالإضافة إلى مقدمة الكتاب.
الجزء الأول يحوى سبعة فصول ويحوى أهداف الدراسة وموجز محتواها ومقدمة فى علم التفاوض وأنواع التفاوض والمفاوضات وإطلالة على استراتيجيات التفاوض الرئيسية في التسويق التجارى والبعد الثقافي فى عملية التفاوض الدولي وعقد الصفقات وتباين الرؤى الثقافية وحالات سوء التفاهم في عمليات التفاوض.
الفصل الأول
الهدف من الدراسة وموجز لمحتواها :
أولا : أهداف الدراسة :
1- التعريف بعلم التفاوض الإجتماعي والسياسي من حيث المفاهيم و الأسس والأدوات والمسائل الخاصة به كعلم تمازجي تكاملي تنموي الموضوع للتعرف على أفضل وسائل تكوين الأرضيات المشتركة و التفاهم الفعال بين البشر لتجنب الصراعات والجدل العقيم .
2- محاولة تقديم عرض نقدى متكامل لما يمكن أن نسميه ثقافة التفاوض بتقديم رصد لأهم الأعمال والأدبيات النظرية البحتة التى تشرع الأسس العلمية والعملية لتنمية مهارات التفاوض عن طريق استعراض أهم مشاريع دراسة عملية التفاوض والتساوم وذلك كله للتعرف على كيفية البحث عن الأرضيات المشتركة بهدف الوصول إلى أفضل الإختيارات والإتفاقات الممكنة لإتاحة الفرصة للإرتفاع بمستوى الأداء الحوارى والتركيز على حل المشكلات دون الإصطدام السلبي بالأشخاص بمعنى التعامل من منطلق مباراة ( اكسب اكسب ) لا من منطلق المباراة الصفرية التى لاينتج عنها إلا الإصطدام بسبب إصرار طرف على أن يكون نصيب الطرف الأخر صفر ولعل من المهم معرفة تقنيات و مهارات و كفاءات الحوار وعملية التواصل مثل كفاءات الحوار اللغوية النفسية واللغوية الإجتماعية واللغوية الدبلوماسية واللغوية العرقية.ولعل أهم أسباب شيوع المباراة الصفرية هو غياب ثقافة التفاوض كما وأن أهم الأسس التى ينبغي التعرف عليها إذا كنا بصدد تعمق فكرة ثقافة التفاوض هى :
أولا : التركيز على حل المشاكل وتجنب التعرض للأشخاص بأي نوع من التشويه.
ثانيا : تنمية حاسة الإستماع الجيد للآخرين بتجنب هيمنة الإفتراضات المسبقة .
ثالثا : تعرف طبيعة ملامح حوارية كثيرة منها :
- أصول إقامة الحجج واستخدامها لصالح التفاوض لا لهزيمة الخصم
- تعرف وظائف الصمت فى الحوار التفاوضي.
- تعرف الإستخدامات الإيجابية لعامل الوقت سواء في الأداء اللفظي أوالكتابة.
- تجنب الأسلوب غير المباشر في الأمور التي تحتاج إلي توضيح دقيق .
- تجنب أسلوب المغالطة أوعدم الإعتراف بالخطأ.
- تجنب التقوقع داخل الذات والخوف من المواجهة الإيجابية مع الآخرين.
- إنتهاج مبدأ تحقيق الممكن وتجنب السقوط فى الحب النظري للكمال.
- تجنب التفكير الأحادي لأنه يجعل المتحاور سجين فكرة واحدة.
- أهمية تحديد النقاط التى يمكن التفاوض بشأنها والتى تؤسس الأرضية. المشتركة مع الآخرين ما أمكن.
- أهمية تحديد أولويات التفاوض (عمل أوزان لكل نقطه )
- أهمية تقييم الموقف التفاوضي دائما لتعرف المستجدات التى حدثت أثناء العملية التفاوضية للتكيف معها.
- تجنب سوء الظن بالآخرين والوقوع فى التفكير التآمري والتصنيف المتعسف وتأخير الآخرين.
- تعرف وظائف وآليات الأسئلة تماما بهدف الإستفادة من دورها فى إ نجاح العملية التفاوضية.
- مراعاة أسلوب وطريقة الحوار مع الآخرين والملائمة للسياق لأنها قد تكون أجدى من الكلام.
- مراعاة كم المعلومات التى يلقى بها على ساحة الحوار فلا تعطي أكثر مما هو مطلوب فعلا مع مراعاة أن يكون الكلام قابل للوفاء.
- أهمية توفيق أحداث التفاوض فى المجالات المختلفة ومقارنتها بالأهداف
رابعا : تقديم رؤية للحقل الثقافى العربى والإشتباكات الخاطئة بل و ظواهر الحوار السائدة فى تفاعلاتنا و التى تعتمد المباراة الصفرية وثقافة التناحر والتصارع.
الفصل الثانى :
نظرا لأهمية وضخامة عدد عمليات التفاوض الموجودة سواء على المستوى العالمى أو المحلى أو الرسمى أو الشعبى وللحاجة الماسة إلى إيجاد ثقافة للتفاوض فقد عمدت كثير من الدوائر الساسية والدبلوماسية والمؤسسات إلى عمل مشاريع تفاوضية كثيرة لعل أشهرها برنامج جامعة هارفارد للمفاوضات بالولايات المتحدة وبرغم بدء إقامة مثل هذا المشروع فى العالم العربى إلا أننا ما زلنا فى حاجة إلى الكثير منها.
والمؤلف يحاول تقديم أهم الأدبيات التى صدرت من العديد من الخبراء الذين أسهموا بدراساتهم فى تأسيس وتأصيل هذا العلم وهو يرى أن التصنيف النوعي هو أفضل تصنيف لهذه الأدبيات من حيث التوجه العلمي سواء من علم الإجتماع أو العلاقات الدولية أو علوم اللغويات التمازجية وهو يتساءل عن أى مجال جاء هذا الإسهام وهل فى مجال التفاوض السياسي أو الإداري أو الإجتماعي أو القانوني ؟ وهل كان التفاوض بين أهل ثقافة واحدة أم أهل ثقافات متعددة ؟
وهو يرى أن جميع هذه العلوم يجب أن تتكامل فى إخراج هذا التصور وعلى هذا فإنه سيتناول الأدبيات من خلال تصنيف تكاملي عبر مجالات العلوم الإجتماعية المختلفة من خلال محاور ثلاثة :
1- محور التفاوض مع التركيز على منظور نظرية المباريات.
2- التفاوض مع التركيز على تحليل أبعاد وزوايا التفاعلات السلوكية بصورة شاملة ودقيقة فى العملية التفاوضية.
3- التفاوض مع التركيز على تحليل شخصية المفاوض أساسا.
المحور الأول : التركيز على نظرية المباريات
وهو محور مهم للتحليل الفهمى للعملية التفاوضية وإدارة الأزمات وأهم النماذج هي :
- نماذج المنفعة أو الوصول إلى تسوية أو حل.
- أخضعت هذه العملية التحليلية إلى المعدلات الرياضية البحتة وهي تقوم على الوصول إلى أفضل تسوية وتجنب أسوأ تسوية وهى تستخدم للتركيز على المنفعة التى سيتم الحصول عليها من عملية التفاوض وهى توظف فى الحالات التى يحتاج كل طرف بشدة إلى نفس المنفعة مع استعداده لقبول أحد مقترحات الطرف الآخر.
- نماذج التفاعل الإستراتيجي :
حيث ينظر كل لاعب إلى محاولة تعظيم المنافع والمكاسب من خلال استراتيجيات محددة وتحديد الإستراتيجيات التى تقلل الخسائر إلى أكبر قدر ممكن وهي تعتمد على :
- البحث عن معلومات.
- كيفية الإستفادة منها لتحقيق تأثير ما يريده طرف ما على الطرف الآخر فيسعى كل طرف إلى الفهم العميق والدقيق لعناصر وظروف ومصادر وتقديرات تقود وتحدد اتجاه طرف ما لاختيار ما فى أثناء المباراة التفاوضية ونفس الشئ يقوم به الطرف الآخر مع استخدام كل طرف لكل أنواع الأدوات الحوارية ( كما فى التفاوض السياسي ) مثل تحريك القوات للضغط والإنذار ومن هذه الإستراتيجيات ( استراتيجيات الإستجابة والتنازل إلى أبعد الحدود ) أو(استراتيجية التنازل عن بعض الأمور الثانوية أو بعض الأمور الأساسية ) أو (استراتيجية عدم التنازل ) وهي التى تؤدى إلى التناحر حتى يخضع طرف طرفا لرغباتة وتسمى هذه الإستراتيجية ( استراتيجية الهجوم والتظاهر بالمفاوضات حتى يحدث الهجوم بالفعل ).
- نموذج معضلة السجين :
وتقوم على وضع خيارات أمام سجينين هي :
- فى حالة اعتراف أحدهما وعدم اعتراف الآخر يبرئ المعترف ويسجن الثانى عشر سنوات أشغال.
- فى حالة اعتراف كليهما فلهما خمس سنوات سجن لكليهما.
- إذا لم يعترف كلاهما فلكل سنة واحدة سجن.
والمعضلة تكمن فى أن أفضل الحلول هى ثالثا ولكن دون القدرة على الإتصال والتنسيق بينهما فإن هناك إغراء قد يتملك أحد اللاعبين إلى أن شريكه سوف يخدعه فالبديل أمامه الإعتراف وبذلك ينالا خمسا لكلٍ لأن هذا الإختيار يتيح الأمان لكليهما ؛ وهذه المعضلة تذكر حول موضوع الثقة فى الآخر.
معضلة الجبان :
وهى تشبه معضلة السجين لكن أسوأ ناتج هنا لكلا اللاعبين حين يتخلى التعاون بينما فى معضلة السجين يذهب الأسوأ للمتخلى عن التعاون مع تعاون خصمه والناتج فى الجبان غير مأمون لأنه سيكون لدى اللاعب الآخر حافز اختيار استراتيجية رفض الحل الوسط والإصرار على تحقيق أهدافه عند اختيار اللاعب الأول استراتيجية قبول طلبات الطرف الآخر.
- المباريات ذات المعلومات التامة : ويتحرك فيها أطراف اللعبة بالتناوب بمعنى علم الخصم بكل تحركات الطرف الآخر السابقة.
- المباريات ذات المعلومات غير التامة : لا يعرف اللاعب فيها جميع الكروت مع اللاعبين الآخرين فالتحرك فى ظل ظروف غامضة.
- مباريات التحالف والتنازع : العديد من المفاوضات التى تتسم بمباريات التنازع و التحالف تتداخل أفعال الأطراف فى اللعبتين وتختلف طبيعة التداخل حيث تتسم بمقار الأذى الذى قد يلحقه بالطرف الآخر وكل طرف يحاول إجبار الخصم على الخضوع أما مباريات التحالف فالتداخل يرجع إلى القدر الذى يحتاج فيه المتحالفون بعضهم إلى بعض.
- مباراة القائد : يحسب فيها القائد حساباته على أن حلفاءه سيتبعونه اضطرارياً جريا وراء مصلحتهم بعد أن يفترض فى حساباته مصلحة الحلفاء مع مصلحته مثل ما حدث فى أزمة السويس 1956 عندما افترضت بريطانيا وفرنسا أن أمريكا ستتبعهما جريا وراء مصلحتها فى نواحى كثيرة مثل :
1- حرصها على عدم شرخ التحالف ( الأطلنطي ).
2- إيجاد حالة مماثلة لقناة بنما لتبرير أفعال أمريكا فيما بعد عند اعتدائها عليها.
3- أن فى عملهما تخلصا من عبد الناصر الذى اتجه نحو الشيوعية عدوة امريكا وبرغم هذه الحسابات الدقيقة فقد خابت توقعات القائد هنا.
- مباراة الحامى والزبون : حيث تصورت فرنسا وبريطانيا أن دور أمريكا سيكون الحامي للحلف من الإنشقاق وضد التدخل السوفيتى.
- مباريات السوبر : وتشمل نتائج ثلاث مباريات فى آن واحد هى ( التنازع – التحالف – الإعداد للتفاوض أوالصراع ) ومن شأنها الوصول إلى تصور شامل لنتائج الصراع فى أى عملية تفاوضية أو تساومية والسيطرة على تتابع الأحداث الناتجة عن فعل ما ورد الفعل المتعلق بهذا الفعل ووضع تصور للسيناريوهات المستقبلية وتأثير ذلك على :
- علاقات القوة والقدرة بين أطراف التفاوض.
- درجة حدة الصراع بين الأطراف.
وبالإندماج فى هذه المباريات يتم استشراف :
- مدى تأثير تركيبة الأزمات الراهنة فى قوة الموقف التفاوضى والقدرة التساومية للأطراف.
- مدى تأثيرها فى صراع المصالح بزواياه المختلفة.
والتاريخ يقول أن الدول التى استخدمت مباريات السوبر هي الدول التى نجحت فى عدم الدخول في الطريق المسدود.
دور المعلومات وتداولها في مباريات السوبر :
- الأزمات والوصول إليها عادة ما يكون سببه اتخاذ قرار مبنى على معلومات خاطئة
- لابد أن يكون هناك مرونة وهدوء لدى القائم على إدارة الصراع الإجتماعي أو السياسي حتى يتمكن من وضع الأمور فى نصابها وذلك يتحقق باستراتيجيتين :
- القيام بإعمال العقل الدقيق فى البحث عن المعلومات الصحيحة التامة
- تقييم نوع الاستراتيجية الملائمة لتوظيفها فى التفاعلات مع الحض وهل هى الإقناع أم الإجبار أم التنازل أم التعاون الإيجابي أو السلبي . وبذا ينبغى تحديد معلومات عن الطرف الآخر طول فترة الصراع وهذا أولا وتحديد معلومات عنه خلال الأزمة وهذا ثانياً.
الإعاقة الذاتية للمعلومات
الأسباب :
1- لا تحاول الأطراف التحرر من المعلومات والتصورات المسبقة عن الآخرين ؛ بمعنى تحليل المعلومات الحديثة من خلال فلتر الإنطباع الأول
العلاج : التدريب على التقييم المستمر لمسائل الأزمات الدولية والإجتماعية فى واقعنا.
القواعد العامة المستنبطة من نظريات المباريات :
1 - إن انتهاج أسلوب نظريات المباريات يعني دراسة الإستراتيجيات التى يتبناها طرف ما تجاه نزاع ما بمعنى؛
ما البدائل المتاحة ؟ كيف يؤثر كل لاعب فى قيمة ما يحققه الطرف الآخر من فائدة أو عائد ؟
2- هناك دائما عدد من البدائل ينبغى على كل لاعب تعرفها لتحقيق أنسبها.
3- يجب إدراك أن كافة القرارات والإختيارات عادة ما تتخذ فى الوقت و اللحظة نفسها أثناء الأزمة.
4- أن نظرية المباريات لا تستخدم فى عملية اتخاذ القرار بقدر ما توظف لغرض وصف هيكل الموقف التفاوضى.
ثانيا : تحليل أبعاد وزوايا التفاعلات السلوكية المختلفة فى العملية التفاوضية.
غالبا ما تولد المفاوضات بصورتها التقليدية أحزانا وآلاما كثيرة بسبب رفض البشر إملاء القرارات عليهم ونتيجة لحبهم الحصول على أكثر المميزات من خلال المفاوضات فإنهم يلجأون إلى نوعين من السلوك إما السلوك الذى يتم فيه تجنب الصراعات والتوتر النفسى الشخصى وذلك باختيار مواقف التفاوض اللين وهؤلاء عادة ما يتنازلون ولكنهم فى النهاية يشعرون بمرارة الإحساس بأنهم استُغلوا ،وأما النوع الثاني فيتخذ موقف الشدة وعادة ما يدمر هؤلاء العلاقات الإستراتيجية مع الآخرين. وأما الطرف المتوسط الذى يستخدم استراتيجية التفاوض الموضوعي عن طريق التقييم الموضوعي لقضايا التفاوض بالنظر إلى نقاط الإلتقاء والإختلاف لتحقيق التقارب بين الأطراف ، فهم يتبنون موقف مفاده ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب ) وهذه هي القاعدة الأولى فى عملية التفاوض وهى تبنى هذه المقولة .
والقاعدة الثانية تعتبر ترتيب خطوات التفاوض كالتالي :
1- جاهد لفصل الناس عن المشكلة بمعنى لاتبنى استنتاجاتك على نظرة مسبقة للأشخاص.
2- لا تلم الآخرين على مشاكلك.
3- حاول أن تستبين فهم الآخرين للمشكلة.
4- حاول أن تبحث عن فرص تؤكد لهم خلاف ما يتصورونه من سلبيات عنك والمثال لهذا زيارة السادات للقدس حيث اتخذ دور المشارك لا دور العدو.
5- حاول أن تعطي الطرف الآخر ما يمكنه من حفظ ماء وجهه.
6- حاول أن تسمح للطرف الآخر بتفريغ شحنته العاطفية قدر الإمكان فهو مهم له نفسيا.
7- حاول انتهاز فرصة لإرسال رسالة طيبة رغم صعوبة ذلك لأنه يقدم حسن النية.
والقاعدة الثالثة هى التركيز على المصالح وليس المواقف :
- بمعنى أن تقوم بالبحث عن الحل المتعقل بالقيام بعملية توفيق بين المصالح وليس المواقف.
- وأن تقوم بتوسيع دائرة الإختيارات المتاحة للتعرف على أنسبها .
أدبيات أخرى :
يستعرض الكاتب مجموعة من الكتب تتناول أدبيات أخرى فى عملية التفاوض ويستعرض منها بالذات كتاب فيرنبرج الذى يقول أن استراتيجية التفاوض طبقا لنظرية الحاجات يشمل ثلاثة أبعاد رئيسية هي :
أ - مستوى التفاوض ويتضمن :
1- مستوى الأفراد.
2- مستوى المنظمات.
3- مستوى الدول.
ب- خواص واتجاها ت التطبيق وينقسم طبقا لدرجة زيادة المخاطرة وقلة الرقابة كالتالي:
1- يعمل المفاوض لإشباع حاجات خصمه.
2- يعمل لإشباع حاجاته هو.
3- يعمل لإشباع حاجاته وحاجات خصمه معا.
4- يعمل ضد حاجاته.
5- يعمل ضد حاجات خصمه.
6- يعمل ضد حاجاته و حاجات خصمه.
ج- مستويات الحاجات وتدرجها الإشباعى وهى فى قائمة تسمى :
(m a slaw).
1- الحاجات الفسيولوجية.
2- حاجات الأمان.
3 - الحاجات الإجتماعية.
4- الحاجة إلى التقدير الذاتيمن الآخرين.
5- الحاجة لتحقيق الذات.
6- الحاجة للمعرفة والتفهم.
7 - الحاجة إلى التذوق والحس بالجمال.
ولعل أهم مرتكزات عمليات التفاوض هى تفهم الحاجات الخاصة بنا و بالطرف الآخر وهناك استراتيجيات :
متى ؟
كيف ؟
أين ؟
وهى ترتكز مع المفهوم الحقيقى للوقت ثم طريقة التطبيق ومنطقته
- استراتيجية متى ؟ ويندرج تحتها :
1- التسويف ( الصمت المؤقت ) وهو أسلوب بالصمت تبلغ ما تريد أي عدم الرد الفوري وذلك لأخذ فرصة للتفكير.
2- المفاجأة : بالتغيير المفاجئ فى الأسلوب وذلك بهدف الضغط للحصول على تنازل ما.
3- الأمر الواقع : بمعنى أن تضعه أمام كزواج اثنين رغم أسرتيهما مفاجأة فيتوقف الأمر على الأسرتين وهذه الإستراتيجية تحتاج فى نجاحها إلى :
أ‌- أن يكون احتمال قبول الطرف المعارض للنتيجة فى النهاية احتمالا كبيرا
ب‌- أن تكون خسارة الطرف الآخر أكبر فى حالة معارضته من خسارته نتيجة قبول الأمر الواقع.
4- الإنسحاب الهادئ :( شعارها من أنا؟) استعداد المفاوض أن ينسحب ويتنازل عن رأيه بعد أن يكون قد حصل على بعض المميزات.
5- الانسحاب الظاهرى : شعارها الرجل الذى لم يكن هناك بأن يعلن أحد الأطراف انسحابه فى اللحظة الحاسمة ليحصل على مزيد من التنازلات من خصمه.
كإعلان التوقف عن بيع شقة لمشترى فى حاجة ماسة إليها عند وقف الإتفاق وأن العودة للبيع تقتضى رفع السعر.
6- استراتيجية الكر و الفر أو التحول : وشعارها يمكنك التحرك للأمام والخلف بمعنى استعداد المفاوض لتحويل موقفه أماما وخلفا طبقا لظروف التفاوض وتقوم على أساس طرق الحديد وهو ساخن.
7- استراتيجية القيود : شعارها نهاية المطاف، وفكرتها الرئيسية وضع القيود على الوقت أو الإتصال، وذلك لإجبار الخصم على الوصول إلى قرار سريع أو النزول على رغبة معينة فى التفاوض ومثالها: طلب البائع من المشترى ألا يعلن السعر المتفق عليه و إلا لن يكمل الصفقة.
8- الخداع :أعط إشارتك يسارا واتجه يمينا فى حالة احتدام الصراع وتقوم الفكرة على إعطاء انطباع خاطئ للخصم حتى لا يعلم حقيقة ظروفك ومثالها : تسريح حالات من ضباط الجيش وجنوده فى 73، وإعطاء إجازات للجنود قبل الحرب وإبقاء سعلة البترول مشتعلة وصدور أوامر للجنود بالسباحة على شاطئ القناة.
استراتيجيات كيف ؟ وأين ؟ وتشمل الآتي :
2- المشاركة فى العمل : شعارها نحن أصدقاء ولكى تنجح لابد من توافر حد أدنى من السياسات العليا المشتركة لكل الأطراف أصحاب الإتحاد أو التحالف يلتزمون فيه بمعاونة كل منهم للآخر عند الحاجة.
2- المساهمة : شعارها ( شيلنى وأشيلك ) مثل قبول حل أقل على اعتبار أنه مفتاح إلى شئ أفضل فى المستقبل أو من أجل حرمان المنافس من الحصول على فرصة أفضل.
3- التوصية المفتعلة و رد الفعل السلبي : بمعنى أن ورود عدد كبير من التوصيات فى إتجاه حل معين قد تؤدى إلى الشعور بأن ذلك ليس مصادفة فيتم اختيار الحل المتوسط خوفا مما تم تزكيته من كل هذه الأعداد.
4- مفترق الطرق : عندما يتبع المفاوض أسلوب التنازل فى بعض القضايا ليحصل على أقصى ما يمكن الحصول عليه من تنازلات فى القضايا الكبيرة مدعيا أنه ما دام تماشى معهم فييجب أن يقابلوه فى منتصف الطريق وهنا يجب مراعاة عنصر الوقت حتى لا يطلب المزيد من التنازلات.
5- التغطية:شعارها ( ضربة معلم ) وتستخدم لتحقيق أكبر ميزة بأقل جهد ومثالها جمع روكفلر لأراضي السلخانات ومناطق تعبئة اللحوم فى نيويورك مدعيا تخليص المدينة من التلوث وهو يعدها لمشروع الأمم المتحدة وغيرها وبذلك حقق أرباحا ضخمة من إعادة البيع.
6- العشوائية : شعارها ( الإعتماد على قانون المصادفة فى كسب ما يمكن من خصمك ) ولا ينصح بها إلا عند الوصول إلى طريق مسدود.
7- التدرج : شعارها ( خطوة بخطوة ) وتفيد فى حالة محدودية الخبرة أو عدم معرفة الأطراف لبعضهم.
8- التصنيف الفئوي : بمعنى التجزئة فى مناقشة القضايا المتعلقة بالصفقة حتى لا يتم إرجاء شئ معلق عند إتمام الصفقة أو العقد.
9- التوكيل : اللجوء لوكيل للقيام بعملية التفاوض لرفع الحرج عن أطراف النزاع عند مواجهتهم مثل ( الخاطبة – سمسار بيع وتأجير العقارات ).
- تحليل شخصية المفاوض :
اتخذت الكتابة فى تحليل شخصية المفاوض اتجاهات :
- اتجاه التجربة والتنظير فى تأثير الفاعلين السياسيين فى مجرى السياسات و نظرتهم للتفاوض.
- تأثير الثقافة بأطرها المرجعية الرأسية فى شخصية المفاوض.
- طبيعة شخصية المفاوض.
مع العلم أن الإتجاه الأول هو الذى استحوذ على معظم الدراسات فى هذا الشأن . وأما الكاتب فيتبنى منظورا مفاده أن الإلمام بمهارات التفاوض من الناحية التقنية بالإضافة إلى عوامل الشخصية الكارزمية لمفاوض تمثل أهم عناصر التفاوض خاصة حالة التفاوض غير المتكافئة ومثالها : ديجول الذى هرب إلى لندن فور سقوط العاصمة الفرنسية فى يد النازى 1940 دون مال أو سلاح أو رجال ومع ذلك فلقد استطاع الحصول على نصيب الشريك الكامل فى حرب الحلفاء ضد النازى وتمكن من استعادة الإمبراطورية الفرنسية كلها.
الفصل الثالث
علم اللغويات الإجتماعى والسياسى وعلم التفاوض
يهدف هذا الفصل إلى توضيح إسهامات حيوية من منظور علوم اللغويات التمازجية / التكاملية الحديثة. ولعل أهم النظريات التى قدمها علم اللغويات الحديثة هى تلك النظريات التى تقدم تحليلا للتفاعلات سواء فى مجال ما عرف من خلال تحليل مضمون النصوص أو تحليل ديناميكيات لغة الحوار. وهناك حقيقة تحتوى مجموعة من المفاهيم المتداخلة يحاول الكاتب التفرقة بينها وهى تحليل النص وتحليل المطارحات وتحليل مضمون النصوص أو تحليل ديناميكيات لغة الحوار وهى تحليل النص وتحليل المطارحات وتحليل المضمون وتحليل المقولة الجدلية والتفاعل الحوارى وينتهى الكاتب إلى أن الأساس هو تحليل النص وتحليل المطارحات وأنهما وبرغم استخدامهما تبادليا من البعض واستخدامهما بطريقة غير تبادلية من البعض الآخر وبين التفرقة فى اللغة العربية بين تحليل المطارحات وترجمتها إلى تحليل الخطاب فإن كلا التعبيرين (تحليل النص) و (تحليل المطارحات أو الخطاب ) لا يمكن اعتبارهما منفصلين وإن عبرت كلمة المطارحات على شمولية أكثر.
نوعية الدراسات اللغوية التمازجية / التكاملية الحديثة :
أصبح اهتمام المتخصصين المصحوب بمزيد من البرامج التمازجية فى علم اللغويات يصب فى محاولات الإجابة عن أسئلة مركزية :
1- كيف تستخدم التركيبات النحوية والدلالية والوظيفية لتحقيق هدف اتصالى ما سواء فى سياق اجتماعي أو قانوني أو تعليمي أو طب نفسي أو أدبي أو لغويات كمبيوتر أو دراسات الذكاء الصناعي أو الديني.
2- ما طبيعة وظائف وآليات لغة الحوارات المختلفة ومبادئها وأثرها فى عمق تماسك وإتساق النصوص ؟ ووسائل اكتشاف الأنماط الكامنة عبر النصوص ؟
3- البحث عن تلك القوى الغامضة التى تزحف عبر الكلمات والأفكار والصور والعواطف والتى لاتتضمنها الكلمات المفردة ذاتها بل فى الظواهر اللغوية المتعلقة بالجماليات.
ولعل الوطن العربى ينقصه الأبحاث التمازجية التكاملية حيث اقتصرت الأدبيات الموجودة على تحليل النص فى السياق السياسى من منظور مدارس تحليل المضمون وهى تختلف عن طبيعة المطارحات التى تستوجب تمازج المتخصصين من كافة فروع العلم فى مادة البحث.
ما المقصود بمنظور لغويات التفاوض ومدى الحاجة إليه ؟
المقصود هو استخدام مفاهيم من علم اللغويات والعلوم السياسية والعلاقات الدولية بهدف دراسة ديناميكيات التفاعلات التفاوضية عبر النصوص المتعددة لأطراف الموقف التفاوضي والتحركات الإستراتيجية والتكتيكية للأفراد مما يرتب نصوصا ناتجة أخرى عبر الإزاحة و الإحلال والإستمرار بعد اصطدام النصوص السابقة وقد تمثل النصوص الناتجة ( نصوص أجندة أصلية ) للطرف الذى فرض شروطه أو ( نصوصا وسيطة ) وتسمى أجندة وسطية وهاتان تسميان ( أجندة مستجدة ) وللتعرف على دقائق تفاعلات الأجندات المتصارعة يتم الإستعانة بعدة وسائل تحليلية مثل تحليل أو فعل القول على مستوى الخصوصية الثقافية أو عبر الثقافات وتحليل الموضوع وتحليل التحركات الإستراتيجية أو التكتيكية أو بعضها أو كلها.
فجوات البحث الحالية فى علم العلاقات الدولية والعلوم السياسية باعتبارها الأكثر اهتماما بموضوع التفاوض :
أهم الكلمات التى يتم تداولها فى التصريفات الخاصة بهذا العلم هى ( التفاعلات ) وأنماط التفاعلات وعملية التفاعلات واللغة هنا وسيلة تفكير وتخطيط وتنفيذ يتعلق بتلك التفاعلات وسياقاتها المختلفة ولم يتطرق إليها البحث بالتعمق المطلوب.
ولقد نزع معظم الباحثين إلى تحليل اللغة فى السياق السياسى والجانب التنظيرى والفلسفى والإستقرائى.
لغويات التفاوض و مفهوم عملية التواصل :
عملية الإتصال هي :
من؟ قال ماذا ؟ عن أي شئ ؟ كيف قاله ؟ ما الآثار التى ترتبت على ذلك ؟
وهذا الباب يحيط به تحليل المضمون من الجانب الكمى الرقمى للمعلومات ولكن منظور ولغويات التفاوض يعنى بدراسة كيفية إحداث ناتج اتصالي ما ومنظور لغويات التفاوض يعنى بتقديم تعريف لتحليل المضمون يتمثل في كيفية توظيف عناصر القدرة في عملية التوصل لتحقيق هدف وعناصر هذا التعريف مستمرة من الدراسات المتعلقة بمفهوم (كفاءة التواصل) وعملية تحليل المضمون طبقا لذلك تستلزم دراسة القدرة السلوكية للمتحاورين لتحقيق الأهداف ويقيد مصطلح القدرة أهم مصطلح تفاوض وهو ما يتناوله علماء السياسة بالتحليل.
ولقد مكنت الكفاءة العالية فى توظيف القدرة السلوكية دولا صغيرة من أن تدير الصراع بكفاءة مع دول عظمى تفوقها من حيث القدرة المادية الملموسة بحيث حسمت الصراع لصالح الدول الصغيرة مثل ( بنما والولايات المتحدة حول قناة بنما ) و ( مصر فى أزمة السويس 56 ) وهنا رصد لكفاءات التواصل الأربعة من منظور لغويات التفاوض وهي :
1- عناصر كفاءة التفاوض اللغوية و الإجتماعية و العرقية داخل وعبر الثقافات و تتطلب :
- معرفة الخلفية السياسية والإجتماعية للمفاوض.
- معرفة المتحاور لما يحيط بموضوع التفاوض من موضوعات متعلقة به.
- معرفة قيمة أثر أفعال القول ودرجة حدتها أو خفتها فى السياق التفاوضي داخل أوعبرالثقافات.
- اعتبار الفروق فى معايير الحوار الموضوعية بين ثقافة وأخرى.
تعرف معايير جرايس وتتضمن :
- مقولة الكمية 000لا تقل ولا تزيد عما يتطلبه السياق التفاوضي.
- مقولة الكيفية 000الإهتمام بكيفية توصيل رسالة ما لأنها لا تقل عن مضمون الرسالة فى التأثير.
- مقولة الإتساق 000أى ينبغى تجنب التناقض فى المقولات.
- القدرة على فهم استراتيجيات الحوار التفاوضى المرتبطة بالثقافات المختلفة.
2-عناصر كفاءة الحوار اللغوية الأساسية :
- إتقان قواعد اللغة المستخدمة فى التفاوض على مستوياتها النحوية ودلالاتها.
- معرفة قيمة العناصر اللغوية المختلفة واستخداماتها.
3-عناصر كفاءة الحوار اللغوية النفسية :
- القدرة السريعة على فهم طبيعة الموقف وأولوياته.
- معرفة الخلفية النفسية للمفاوض الآخر.
- التعرف على السمات الشخصية للمفاوض سواء فى نفس الفريق أو الفريق المنافس ومنها :
( القدرة على التحمل و الصبر – دوافع القلق و الشك – دوافع الطموح والقدرة على المخاطرة –القدرة على التخطيط والتنفيذ و تعظيم المنافع من الفرص المتاحة – طبيعة السلوك التنازلي من عدمه ) .
4- عناصر كفاءة الخوار اللغوية الأساسية :
- القدرة السريعة على توظيف أدوات احتواء الثر الدبلوماسى السئ.
- معرفة المستويات المتعددة للغة الدبلوماسية و هذا يتضمن على سبيل المثال.
- الإقناع وسلامة واتساق الحجج وبناء التحالف.
التجنب عند اللزوم للسقوط فى فخاخ الخصم
- فهم الفرق بين التساوم و التفاوض
- الإستخدام الموزون لإستراتيجيات التهديد و فتح الباب للمهادنة
- بعض النقاط التوضيحية المتعلقة بالجدول :
الإعداد الجيد ( خطة عمل مرنة تستوعب المستجدات ) ويشمل أمر الإعداد: التخطيط قبل وبعد وأثناء التفاوض وينبغى أن تكون الأهداف واضحة وقابلة للتنفيذ.
- استخدام عنصر الوقت ( بين الإستخدام امثل والتضييع حسب متطلبات السياق – معرفة أساليب الخصم فى اللجوء لعنصر الوقت سواء للوصول إلى اتفاق قريب أو بعيد أو للإستقراء أو للهروب أو لتدبر مهلة كافية للتركيز.
- استخدام و توظيف الأسئلة لخدمة إتمام التفاوض.
- إعداد المفاوض بخصوص كافة الإحتمالات سواء لزم وجود مجموعة مفاوضين أو مفاوض واحد.
- تقييم العلاقات بين الأطراف التفاوضية.
- كيفية الإستفادة من مراكز القوة النسبية لخدمة ا تمام التفاوض.
- المعرفة التامة بالخصم ونقاط قوته ونقاط ضعفه ومصادره.
- تحديد خطة عمل تفاوضية بمعنى ( تحديد الهدف – الغرض والقيود – جمع وتجهيز البيانات – حدود قضايا التفاوض – تقويم المركز التفاوضى للخصم – تحديد الإستراتيجية والتكتيك المناسبين واختيار السياسات التفاوضية ) :
1 - أهمية الجلسات الأولية فى التفاوض :
أ‌- جس النبض.
ب‌- تحديد تناول المعلومات مباشرة و بشكل ضمني.
ت‌- صياغة المشكلات والقضايا.
ث‌- صياغة أجندة المفاوضات.
ج‌- اتخاذ مواقف أولية.
2- حل المشكلات الفرعية أولا وتعرف صلب الإختلافات بخصوص المشكلات الرئيسية.
3- العمل على تقليل دورالمفاجآت غير المتوقعة التى تؤثر سلبا.
4- التمسك بهدوء الأعصاب وعدم الإستهانة بالخصم.
مركزية اللغة والتحليل اللغوى والثقافى لعملية التفاوض :
ليست اللغة الوعاء الذى ينقل الفكر أو الوسيلة المستخدمة لنقل الأفكار ولكنها الوعاء و الفكرة معا . ولعل هذا ينقلنا إلى وجود حالة من الرغبة دائما فى تبادل الحديث مع أقرب الناس حول موضوع معين حتى تتبلور الفكرة عنه وإن كان يغلب علينا نحن الشرقيين لذة الإستمتاع بنقل الحوار من النطاق السرى الضيق إلى النطاق السري الواسع حتى ينتشر قبل استكمال نضجه مع أن المطلوب فى البداية كان الإحتفاظ به سريا ومن الأنماط الأخرى أن البعض يتعامل مع الكتاب و المقال على كونه نصا نهائيا و كاملا رغم أن المفروض أن يتعامل معه بغير ذلك وإلا فإن أي عمل مكتوب يتطلب الحذف والتنقيح و إعادة الترتيب ويجب أن تتعامل معه على هذا الأساس وعلى هذا فإنه يجب أن نفهم علم التفاوض الإجتماعي والسياسي من منظور اللغويات السياسية والإجتماعية التى ينبغى أن يؤسس عليها وهى كالآتي :
أولا:أن اللغة والفعل المصاحب لها والمعلومات الخاصة فى الموقف لا يمكن فصلها عن تحليل حدث ما وبذلك تكون تعاملات العموميات السائدة و المعايير الثابتة لتفسير التفاعلات والعلوم الإجتماعية ليست على الدقة المطلوبة... .
مثال : المثل الإنجليزي ( a stitch in time save nine) فإنه يحتمل :
أ- التفسير الحرفي غرزة فى الوقت المناسب توفر علينا اتساع الجرح وإجراء تسع غرز.
ب-المجازي التحرك السريع والحاسم قبل أن نتكبد مزيدا من الخسائر.
ح‌- التفسير البراجماتي نحو السيارة كثيرة التكاليف مثلا فى صيانتها : تخلص من هذه السيارة لأنها أصبحت مكلفة.
ثانيا : أن المعاني الظاهرة لها تنوعات متعددة تعكس عمق المعاني المقصودة وهذا يرتبط بفهم تراكم النصوص فى الذاكرة ووسائل استرجاعها واختلاف ذلك من شخص لآخر... .
مثال فى حوار تليفوني :
- نرجو من سيادتكم تشريفنا فى هذه الندوة إذا سمح بذلك وقتكم الثمين.
-" بالراحة علينا يا عم " "بلاش الردع ده ".
إذن الموضوع مرتبط بتراكم النصوص فى ذهن المتحدث الثاني.
ثالثا : أن الإنسان برغم احتياجاته ورغباته المختلفة وقدراته المتفاوتة فالواجب أن يسعى لتحقيق احتياجاته تلك فى إطار من رغبته بالا يدمر البيئة التى يعيش فيها.
رابعا : اللغة الدبلوماسية هى التى تستخدم فى إدارة أى صراع من أجل تحقيق المصالح وفى هذا الإطار يستخدم المتحاورون استراتيجيات لغوية مختلفة لعرض قضيتهم ثم تحقيق أهدافهم.
خامسا : أن استخدام لغات مختلفة فى عملية التفاوض قد يؤدى إلى سوء تفاهم يؤدي إلى الصراع بدلا من تقليل الصراع 0 ولقد ساق الكاتب حوارا بين متحدثين استنبط منه الآتى :
- أن هناك نمطا من الأشخاص يقول ما لا يعنيه –يفلت منه الكلام.
- أن هناك نمطا لا يراعي أهمية تحمل أنماط حوار الأخرين الصبر على بعض المقولات وهناك النقيض الذى يحاول التحمل ومساعدة الآخرين على ذلك.
- أن أسلوب كل فرد يختلف أثناء الفاعل الحواري.
- أن هناك من لا يستطيع تفسير كلام الأخرين بدقه.
- أ ن هناك من يقف عند بعض الكلمات دون غيرها للتصيد.
- أن هناك من يخرج بالألفاظ عن سياق الأدب وأصول اللياقة.
- أن هناك من لا ينزل عن حكمه ولا يرى إلا بعينه هو فقط .
- أن هناك من يسلك سلوكا غامضا وغير مباشر فى حديثه .
- أن هناك من لا يأتى بجوهر ما يريد أن يقوله بصورة مختصرة وواضحة.
- أن هناك من تصاحبه حالة توهان أثناء الحديث.
- أن هناك من يستخدم لغة أجنبية متعمدا متكلفا لأهداف متعددة.
- أن هناك من يتقمص دورا أكبر من حجمه الطبيعى.
- أن هناك من يسهل عليه تأطير الآخرين ببساطة شديدة.
- أن إيقاع تبادل أطراف الحديث يعتمد على الوقفات أثناء المحادثة.
- أن هناك محاولات تبذل بقصد ترشيح موضوعات معينة للحوار يقابلها نفس المحاولات من الطرف الآخر وهو ما يسمى بصراع قائمة الموضوعات.
الفصل الرابع
أنواع التفاوض وأنواع المفاوضات :
1- اتفاق لصالح طرفين : مباراة " اكسب وأكسب "ويكون التركيز على ما يحقق مصلحة الطرفين بمعنى لا بد من الوصول إلى حل وسط.
2- التفاوض من أجل مكسب لأحد الأطراف و خسارة للطرف الآخر. مباراة ( اكسب – اخسر ) عندما لا يتحقق توازن فى القوة بين الطرفين أو سوء اختيار طرف لأحد الأطراف ، و الإستراتيجيات هنا هى استراتيجيات تصارعية.
3- التفاوض الإستكشافي : يهدف لإستكشاف أجندة الأطراف التفاوضية.
4- التفاوض التسكيني أو الإسترخاء التفاوضي : من أجل تمييع أو تسكين الأوضاع إما لصعوبة البت أو لخفض مستوى حالة التصارع و التناحر لصالح مفاوضات مقبلة.
5- تفاوض التأثير فى طرف ثالث : للتأثير فى طرف ثالث لجذبه لوجهة نظر معينة أو تحديد دوره بخصوص صراع مع الخصم المباشر.
6- تفاوض الوسيط : وهو اللجوء لطرف ثالث يفترض كونه محايدا لخدمة عملية التوفيق بين المتصارعين إلا أنه ثبت أن الوسيط يكون فى كثير من الأحيان متحيزا خاصة فى المجال السياسى ، ومثال ذلك أمريكا و الشرق الأوسط.
أنواع التفاوض حسب أهداف التفاوض :
- من أجل مد اتفاقيات وعقود قائمة.
- من أجل تطبيع علاقة.
- تغيير أوضاع ما لصالح طرف ما.
- الإبتكارية لخلق علاقة جديدة.
- التأثيرات الجانبية.
الفصل الخامس
إطلالة على استراتيجيات التفاوض الرئيسية فى التسويق التجاري
1- الإستراتيجية الإبتكارية : تستخدمها شركة أو طرف ما يسعى إلى إيجاد وبناء علاقة طيبة بين الشركة و الجمهور ( انتاج حذاء يضئ عند السير به و طرحه فى الأسواق خلال رمضان مع حملة ذكية جعلت مبيعاته بالملايين ).
2- استراتيجية التحصين : باستخدام الإمكانات للتحويط على العميل الذى يستخدم منتجات الشركة ، سواء بزيادة الخدمات أو عمل أنشطة و رحلات أو ندوات عن موضوعات تهم العملاء أو الإعلان الغريب مثال (مشكلة آي .بى.إم ) التى استخدمت هذه الإستراتيجية للتواصل بين مركز أبحاثها وفروع الشركة ومندوبى المبيعات للحفاظ على المكاسب ) .
3 - استراتيجية المواجهة من خلال نفى الشائعات التى يروجها المغرضون .
4 - استراتيجية الإستفزاز والمضايقة : كالإتصال بالموردين لتقليل المبيعات للمنافس أو الضغوط على الموزعين لتقليل التوزيع لهم وهي توظف من قِبَل شركات بلا قدرات ابتكارية وإنتاجية عالية مثل مهاجمة شركة الكوكاكولا لمنتجات شركة بيبسي كولا.
5- استراتيجية النوعية المتميزة : بمعنى عدم الإعتماد على تخفيض ثمن المنتج اعتمادا على جودة النوعية للسلعة مثل المحامى الناجح و الطبيب المشهور و الشركات العالمية وإعلانات الشاي ( q u a lit يا quality) فندم.
6- استراتيجية العمل على زيادة الطلب على منتجات الشركة : و تهدف إلى زيادة مستوى الطلب الكلى على منتجات الصناعة أو الخدمات على حصول الشركة على النصيب الأكبر من هذه الزيادة مثل إنتاج نوع شامبو للأطفال و الكبار معا أو زيادة فرص البيع بالتقسيط أو منح الإئتمان.
الفصل السادس
البعد الثقافd فى عملية التفاوض الدولd و عقد الصفقات
الثقافات تختلف سماتها من ثقافة لأخرى تماما كالبشر فمنها ما يتسم بالسماحة و الإنسانية ومنها و منها ما يتسم بالعدوانية والشراسة و منها ما لا مبدأ له إلا الإنتهازية إلى آخره من هذه السمات. و مسألة اختلاف المنطلقات الثقافية التفاوضية تتضح من الزاوية التى تنظر بها كل ثقافة إلى خاصية التفاوض وهى خواص عشرة تفصل فيما يلي :
- هدف التفاوض : عقد أم علاقة ؟ الثقافة الأمريكية تري أن الهدف هو العقد بمعنى بمجرد توقيع العقد تكون الصفقة قد انتهت بينما المفاوض الياباني و العربي يرى أن العلاقة هى أهم هدف للتفاوض بمعنى أنك قد لا تقنع الطرف العربي بقبول العقد لأنه قليل التكاليف إذا أحس أن العلاقة ستنتهى بمجرد العقد فالعقد عنده بدء علاقة عكس الأمريكيين.
موقف التفاوض :
فوز فوز أم فوز خسارة ؟ حيث يرى أصحاب فوز فوز أن التفاوض عملية تعاونية بينما أصحاب فوز خسارة أن التفاوض عملية يجسر فيها الطرف الأضعف والدول النامية ترى أن مفاوضاتهم مع الشركات الكبرى مسابقات فوز خسارة لأنهم يرون أن أية أرباح يحصل عليها المستثمر هى خسائر للدول المضيفة بشكل آلى يذكرون في مفاوضاتهم علي تحديد أرباح المستثمر بدل من التركيز علي أكبر فائدة من المفاوضات.والمفترض أن يدخل الطرف الضعيف المفاوضات بنفسية المفاوض القوى ليحقق أكبر مكسب من التفاوض والمثال ( بنما في مفاوضاتها مع أمريكا حول قناة بنما). الأسلوب الشخصي: غير رسمي أم رسمي؟
- يرى البعض تفعيل الأسلوب الرسمى فى التفاوض ( استخدام الألقاب-الملابس-أسلوب الحديث ) بينما يرى الآخرون العكس وكل حسب ثقافته ،والأمريكي والإسترالي يرى مناداة شخص باسمه الأول عمل ودي بينما يرى العرب والفرنسيون واليابانيون عكس ذلك ومن ثم يجب مراعاة احترام الشكليات المناسبة بكل ثقافة.
- الاتصال مباشر أم غير مباشر؟
- يؤكد البعض علي طرق الاتصال البسيطة والمباشرة بينما يرى البعض غير ذلك وقد يؤدى نزاع فى مفاوضات إلى استخدام أشكال شاذة من الاتصال غير المباشر.
الحساسية للوقت مرتفعة أم منخفضة؟
يرى الأمريكيون السرعة فى عقد الصفقات بينما يرى أصحاب الثقافات أن العقد بدء علاقة فهم يرون استثمار الوقت فى التعرف على بعضهم البعض لذا فإنهم يعتبرون أن العمل على تقليل وقت التفاوض عملية عدوانية لإخفاء شئ ما.
- النزعة العاطفية : مرتفعة أم منخفضة ؟
هناك ثقافات تشير دائما إلى ميل مجموعة معينة أو افتقارها إلى المشاعر العاطفية و للثقافات عموما قواعد مختلفة فيما يتعلق بإظهار العواطف. فالأمريكي مثلا لا يجب أن يتحدث عن عواطفه لأى شخص بسهولة لأنهم يعتبرون ذلك نوعا من العدوان عليه بتحميله بهمومه الخاصة بينما يرى اليابانى أنه لايجب أن يظهر من العواطف ما فيه حب لنفسه ( أثره) فى حين نرى الإيطالى يظهر عواطفه كلها.
- شكل الإتفاق : عام أم محدد ؟
الأمريكيون عقودا مفصلة للغاية لأن الصفقة لديه هى العقد ذاته والصينيون يفضلون العقد مبادئ عامة لن جوهر الصفقة علاقة الثقة و يرى البعض أن الإختلاف على شكل الإتفاق يرجع إلى قوة مساومة غير متكافئة بين الأطراف وليس بسبب الثقافة فالأقوى يريد التحديد لقدرته على الوفاء و الأضعف يريد العموم ليتخلص من الظروف المعاكسة وفى هذا الشأن فإن اتفاق غزه وأريحا بعموميته الشديدة قيلت فيه أشياء منها أنه لضعف الطرف الفلسطينى ومنها أنه لكى يستخدمه الإسرائيليون فى المراوغة ومنها أنه أقيم ليقيم علاقة والثانية هي الأرجح .
الإتفاق من أسفل إلى أعلى أم من أعلى إلى أسفل ؟
هل نبدأ بالإتفاق على مبادئ عامة ثم نمضي إلى بنود محدودة أم العكس ؟
الأمريكيون يفضلون العكس بينما يرى الفرنسيون ذلك وكذلك اليابانيون حيث يرون أن جوهر الإتفاق وجود مبادئ عامة تحدد عملية المفاوضات.
- تنظيم الطريقة : رئيس أم إجماع رأى المجموعة ؟ هناك ثقافات تفضل وجود رئيس المفاوضات له كل السلطات بينما تفضل ثقافات أخرى وجود فريق ذو قرار جماعى و على سبيل المثال تفضل الولايات المتحدة الأولى وتفضل الصين الثانية وفى الحالة الأولى يكون الفريق صغيرا وفى الحالة الثانية كبيرا و القرار مع الأول أسرع و مع الثانى أبطأ.
تحمل المخاطر : مرتفع أم منخفض ؟
هناك ثقافات تتفادى المخاطر أكثر من غيرها " امش سنة ولا تخطى قنا " و ثقافات تفضل العكس وهذا يتوقف على الثقافة و طبيعة المفاوض . وفى النهاية فإن على كل مفاوض أن يدرس جيدا هذه العوامل العشرة حتى يستطيع أن يدرك نفسية المفاوض المقابل ودرجات تقبله و عدم تقبله لما سيطرحه قبل أن يبدأ مفاوضاته.
الفصل السابع
تباين الرؤى الثقافية وحالات سوء التفاهم فى عملية التفاوض.
غالبا ما يقع سوء الفهم نتيجة عدم فهم مدلولات اللغة لدى طرف من الأطراف وغالبا ما يكون ذلك بصورة يومية لذا وجب التعرف على إشكاليات لغة التفاوض و البداية تكون بالتعرف على الأسس المعيارية للحوار و التى لها معايير خاصة مثل :
- حجم المعلومات التى تتطلبها المحادثة حيث ينبغى المشاركة بالقدر المطلوب فقط .
-على المحاور إلا يفرض نفسه أو يناقضها وأن يتجنب الغموض و الإلتباس.
-على المتحاور أن يجعل مشاركته فى الحوار متسقة مع الواقع و مع عناصر الحجة.
و مراعاة هذه المعايير و طريقة التعامل معها تشكل الأساس فيما يعرف بأسلوب الحديث لمتحاور ما.
كاميرات الحوار الخاصة :
- وهى تلك العين التى ترصد حركات جسد المتحدث وميزات صوته التى قد توصل الأطراف إلى حالة تصارعية حادة مثل حدة نبرات الصوت علوا ، وانخفاضات تقلصات عضلات الوجه بصورة معينة ؛ لغة العيون بالنظرات والغمزات وخلافه وسواء هذه الصورة متعمدة أو غير متعمدة لذلك فإن تسجيل الحوار وتحليل وتحديد موقع الخلل الذى أدى إلى حدوث سوء الفهم تعتبر هى الكاميرات الخاصة التى يبدأ بعدها علاج الواقع الحواري للأطراف.
أمثلة: قبل اتخاذ قرار الولايات المتحدة باستخدام قنبلة هيروشيما و نجازاكى استعانت بالسوفييت لجس نبض اليابانيين فجاءت رسالتهم متسمة باستخدام متعدد لأدوات النفى مع أفعال التوقع والإستنكار والإستثناء والتى فهم منها رفض اليابانيين مع أنهم لم يكونوا يقصدون إلا أنهم موافقون على الإستسلام مع التفاوض.
فسر أمريكي شخصية السادات بأنها عنجهية جافية لمجرد أن السادات أجاب أحد الصحفيين الذين سألوه عما إذا كان سيذهب لأمريكا بدعوة من كارتر بأنه "بدعوة أو من غير دعوة " فكان السادات يقصد التودد مثل أولاد البلد واعتبرها الصحفى عنجهية وكانت هذه إحدى الجمل التى تتسم بالقوالب الثقافية الثابتة ومثل هذا ما ورد فى إحدى الدراسات الإجتماعية "عندما تفهم فى الكفت تفاوَض معى " بمعنى لما تفهم فى أدق التفاصيل.
تدخل النمط الثقافى فى تكوين صورة عن الآخر :
- الأمريكى و طريقة جلوسه بوضع قدميه على المكتب للإسترخاء والتى لا تعنى عنده قلة ذوق بينما نعتبرها نحن كذلك.
اليابانى الذى يعنى هز الرأس بعد نهاية الحديث الذى يسمعه أنه فهم بينما نفهم نحن أنها موافقة منه.
- لفظة " ماشى" فى اليمن تعنى لا وفى مصر تعنى نعم.
بعض المديرين فى اليابان يضعون هيكل مطاط و يايات "سوست" لشخص المدير فى مكان ما بالشركة ليقوم الموظف الذى يشعر بالإحباط منه بضرب الهيكل لتفريغ الإحباط والضغوط بينما لو فعلها المدير العربى فلسوف يضع أمامها كاميرا ليعرف من الذى يقوم بذلك بالضبط.
الجزء الثانى
ثقافة التفاوض وحقل الإشتباكات الخاطئة فى واقعنا
الحاجة إلى نشر ثقافة التفاوض موجودة خصوصا مع وجود كثيرا جدا من الإشتباكات الخاطئة فى حواراتنا التى تؤدي إلى الصداع برغم أن نبينا ( ص ) لم يستخدم أبدا حوارا كان يؤدي إلى صداع وعلمنا ذلك واستمر مع قريش ومع جميع أعداءه حتى انتصر عليهم دون أن يستخدم حوارا يؤدي إلى صداع ثم أطلق طاقات الأمة لتبنى تلك الحضارة العظيمة التى دانت لها جميع الأمم حتى حدثت الإنتكاسة التى جعلت العرب مرة أخرى فى الظلام ..ظلام الجهل والإشتباكات الخاطئة حواريا وبرغم أنه قد أصبح لدينا كثيرا من الحوارات التى تحتاج إلى نشر ثقافة التفاوض من أمثال إسلامية المعرفة والليبرالية والديمقراطية والتنوير ومستقبل القومية العربية وإشكالية المصطلحات وشهادة أمام المحاكم وملف ترقية أستاذ جامعيوملف غرق إحدى العبارات وحوارات حتى عن الكرة وعن مسلسل ليالى الحلمية وانتخابات الأندية وعشرات من الملفات التى تحتاج حوار تفاوضى إيجابي.
الفصل الثامن
ظاهرة الحوارات الوطنية فى الوطن العربي
ورؤية إجرائية لمسار التفاوض الجمعي
من عادة العرب أن تبدأ حواراتهم الوطنية بالمجاملات وصيحات الإعجاب والتهليل وأن تنتهى بطلقات الرصاص و العنف الدموى "الحوار الوطنى فى اليمن - على عبد الله صالح- على سالم البيض.
الحوار الوطني فى الجزائر- جبهة الإنقاذ- منطقة القبائل تيزى أوزو-الحكومة وغيرها.
وحتى تصبح الحوارات الوطنية نقطة تحول لآفاق المستقبل لابد أن نحرص على الإدارة العلمية الدقيقة لهذه الحوارات لذا وجب التفريق بين مفهوم " الحوار "و"عملية التفاوض الجمعي ".
فالحوار كلمة واسعة المدلول ليس لطرف فيها أن يأخذ على الطرف الأخر أي طرح له لأن الحوار يتسم بالعصف الفكري أما التفاوض الجمعي فيتكون من عمليتي تساوم وتفاوض وهما اللتان يتمخض عنهما ما يسمى أجندة أو جدول أعمال وعلي هذا فالمطلوب في وطننا إقامة تفاوض جمعي لا حوار والذي تعتبر أهم معطياته الآتي:
1- القيام بدراسة تحليل لمحتوى الكتب والمقالات الخاصة بموضوع الحوار الوطنى فى كل بلد من البلدان العربية لدراسة الظواهر المشتركة وتحديد الخصوصيات .
2- الإتفاق على كيفية إدارة الجلسات وسير العملية التفاوضية وإدارة الوقت.
3- لا بد أن تكون كافة ا لتيارات الفعالة على الساحة ممثلة فى عمليتى الحوار التفاوضى و التساومى .
4- ينبغى إعداد تقارير التقدم اليومية وإعداد سجل بكافة الموضوعات التى تتم مناقشتها والوصول بشأنها إلى إتفاق.
5- صنيف الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال إلى قسمين :
أ‌- يشمل الموضوعات العامة ذات الإهتمام المشترك مثل الحوار ضد الإرهاب والتطرف وأن الجماعات التى تقوم بالتكفير أغلق معها باب الحوار لأنها كفرت الدولة والمجتمع و إتمام الحوار مع تلك التى لم تكفر المجتمع حيث التواصل موجود.
ب‌- الموضوعات ذات الشقين شق الخصوصية العالمية الثقافية مثل البطالة وشق سياسة التعليم .
6- أهمية العمل على تحويل الإتفاقات بعد الوصول إليها إلى ممارسات وسياسات ما يوجب وجود آليات تنفيذية لا بد من تحديدها. أن تراعى كل الضوابط التى تجعل من أداء لجان هذه الحوارات نواة لإرساء مفاهيم ثقافة التفاوض الإيجابى .
الفصل التاسع
الحوار التفاوضي و دائرة الثقافات السبع
وهى دائرة الثقافات السلبية التى تؤثر بالسلب على عملية التفاوض و كلمة ثقافات هنا هى تسمية مجازية دائما ما يقصد بها تلك العمليات السلبية المتراكمة فى عملية التفاوض لدينا وهى :
أولا : ثقافة التناحر : وتعتمد على المباراة الصفرية وتتسم بالآتي :
أ - الخطاب المغلق على ذاته مما يؤدى إلى فقدان جسور التفاوض.
ب-التفنن فى تكنولوجيا العداء تجاه " معسكرات الآخرين " .
ج- الإنفعال والإشتباكات الكلامية وغير الكلامية التى تصل إلى حد حوار الطلقات.
د- استخدام الحجج والبراهين ليس للتدليل على قوة حجة بقدر ما هى للتدليل على خطأ الآخر.
ثانيا : ثقافات التسلط : . تمخضت عنها الشخصية الإستبدادية فى واقعنا التى يكون تعبيرها لإستغلال سلطة مع وجود نظام تعليمي تلقيني جامد كان أثره الأعظم هو تلقين وشحن أعداد كبيرة من العقول داخل منظوماته وهناك العديد من ظواهر الحوار اللاتفاوضي قد تمخضت عن هذه الثقاقة.
ثالثا : ثقافة التآمر :. تمثل هيمنة التفكير التآمرى على الحوار وهي تلك التى تبنى على إفتراضات أو تصورات مسبقة للعلاقات والأحداث دون محاولة للتمحيص أو التأكد منها و أهم سلبياته أنه يمس أهم معضلات التفاوض وهي معضلة الثقافة والتعارف.
رابعا : ثقافة غيبوبة الماضي : وهى استلهام الماضي كمصدر قوة للذات و المتحاورون طبقا لهذه الثقافة فئتان :
أ – فئة ترى فى التاريخ القديم مرجعا أساسيا يطغى على الأطر المرجعية الراهنة.
ب- فئة أقل ماضوية ولكن تجمد نشاطها الذهنى عند نقطة معينة وتجسد الفئتان الآتي :
1- تذكر الماضي جيدا و نسيان دروسه بسرعة.
2- ترك أمر المتابعة و التطورات السريعة جدا والمتلاحقة التى يشهدها العالم اليوم و الإستكانة للأنماط السابقة.
خامسا : ثقافة الإستلاب و الإحباط : ولها عدة ملامح .....
أ - أن تشعر أن هناك من حدث لهم نوع من التنويم المغناطيسى من قِبل أحد الأطراف إلى الحد الذى ينقادون فيه إلى خط ما يحدده لهم آخرون أيا كان توجههم( ديني أو علماني).
ب - هؤلاء المستلبون ليست لهم قدرة على رؤية البدائل ويشعرون بالأمان مع المعروف القريب لهم وهم أكثر الفئات مقاومة للتغيير.
ج - المتحاورون يجسدون حالات من الإحباط الشديد تفقدهم القدرة على تبين أى صيغة فاعلة ولذا تعكس حواراتهم العديد من أنواع التعبير عن الإحباط و الشكوى.
سادسا : ثقافة الصمت و الغموض السلبي : وهى ثقافة مفيدة إذا ما أجيد استخدامها إلا أن كثيرين يوظفون آليات الصمت نتيجة العجز فى توصيل المعنى أو الإفتقار لشجاعة المواجهة الصحية.
سابعا : ثقافة تبديد الوقت : قد نضيع الوقت نتيجة عادات اجتماعية خاطئة ولكن هناك ما يحتاجه الجميع كذلك هناك أنماط (رد الفعل السريع والمنفعل ) الذى ينتج عنه خسائر تحتاج إلى وقتا للإصلاح و كذلك أنماط ( رد الفعل المتأخر ).
أيضا غياب مهارة الإيجاز مثل الذى أرسل خطابا طويلا يقول فيه أنه آسف لعدم وجود الوقت الكافى لكتابة خطاب قصير و التفصيل الكثير فى مواجهة الموقف مضيعة للوقت.
الجزء الثالث
ظواهر ومفاهيم تفاوضية بين العالمية والخصوصية الثقافية
( ظاهرتا " الإنقضاض " و " مراوح الرمال " ومفاهيم موضع تفاوض فى واقعنا )
أولا : عن الليبرالية وإسلامية المعرفة .
ما يجمعهما طبيعة بعض الحوارات المختلفة وسوف يتم تناولهما من زاويتين محددتين تجمع المفهومين و قد نجمع معهما مفاهيم أخرى وهما يتعلقان بظاهرة الإنقضاض . والمقصود هنا هو ملاحظة إختلال فى مبدأ الإيقاع الطبيعي للتعاون بين المتحاورين عند سماعهم لفظا معينا واستدعاء حالة تصارعية بين أطراف الحوار. وإذا أردنا الإستئصال من الجذور فلنتعرف على عوامل ظهورها فى الحوارأحادية الفكر والإنغلاق المتسلط الذى يمارس بصورة لا شعورية.
- إمتلاك البعض جزءا من المعلومات أو المعرفة مع عدم الإدراك بأن ما لديهم هو جزء منها فقط فينقض على مقولة الآخر فيدمغها بالتعميم والتبسيط.
- عدم وجود ضبط لكثير من المصطلحات .
- كراهية الأطراف لبعضها البعض حيث أن الإختلاف 00000 يفسد للود قضية .
وتعتبر تلك هى عوامل شيوع هذه الظاهرة .
وأما ما يخص مفهوم ( إسلامية المعرفة ) فإنه تتجسد فيه الظاهرة جدا حيث أن البعض يعتبر أن وصف المعرفة بأنها إسلامية أو غيرها لا يجوز لأن المعرفة هى المعرفة . والبعض يعتبر أنه يوحي بأسلمة المعرفة أي نسبها إلى المسلمين عنوة وهذا يتعارض مع القرآن الكريم وتعاليمه " ولا تبخسوا الناس أشياءهم " وأما أصحاب المصطلح فيقولون أنها من باب وصف الإسلام بالحث على العلم والمعرفة وظهر الإنقضاض من الفهم المتعسف .
الإنقضاض وموضوع" الليبرالية" عند بوش و ديكاكوس و" الأفنديات" عند السادات :
استخدم بوش الأب كلمة ليبرالي فى الحملة الإنتخابية له بطريقة توحي بأنها تهمة بطريقة نطقه لها مما جعل منافسه الليبرالى يدافع عن نفسه رغم أن أمريكا معقل الليبرالية ذلك أن بوش قرن المفهوم فى نطقه بالدفاع عن المخنثين وإباحة الإجهاض واستخدم السادات مفهوم الأفنديات إشارة للمعارضة والحقيقة أن الليبرالية لها معان متعددة حسب السياق الأوروبي أو الأمريكي تتراوح بين التعليم غير الحرفي أى الثقافة بصورة عامة وبين الليبرالية الفردية عند الأمريكيين و الذى يرتبط بفكرة الرأسمالية و اقتصاديات السوق وأيضا عند سياق اللفظ فى الحزبية فإن الأمر يختلف.
و عموما فإن المطلوب هنا هو الضخ فى جانب الأسلوب العلمى فى النقاش بعيدا عن الإنقضاض بسبب الرأى المسبق لأنها ظاهرة سلبية.
ثانيا : الإختلاف حول التنوير :
وتظهر ظاهرة الإنقضاض عند مناقشة تعبير " التنوير و الحداثة " حيث يعتبرهما البعض حرام خاصة إذا ما اقترن بالأمريكيين حيث أن البعض يريد بمصطلح التنوير كون مصر قطعة من أوروبا و بالتالي وطبقا لأنصار التنوير الأوروبي يجب اتباع أوروبا و طبقا للإسلاميين أن نأخذ منها لا نأخذ جميع ما لديها.
و الحقيقة أن الأسلوب العلمي يقول أن أخذ ما يناسب ثقافتنا هو الصحيح حيث لا يمكن اعتبار التقدم العلمي الغير مصاحب بأساس روحى تقدما ، والتقدم والتفوق الغربى المادي لا يعني تقدم الغرب و تخلف الشرق المادي لايعنى تقدما حضاريا 0فالتقدم لا يكون إنسانيا إلا إذا استند إلى أساس روحي .
ومن أمثلة الإنقضاض فى حواراتنا ذلك الجيولوجي الذى كان يحلل الزلازل واعتبر أحد الأسباب بحيرة ناصر فانبرى له أحد المستمعين معتبرا إياه مهاجما للحقبة الناصرية رغم أن هذا لم يكن فى مخيلته.
ظاهرة مراوح الرمال :
وقودها هو التصنيفان " المتسرع " و " المتعسف " و معنى هذه الظاهرة أن الحوار يتصف بتطور تصاعدى يتضمن الخطوات التالية :
1- تبادل الحجج و البراهين التى تصطدم بجوهر معتقدات كل طرف الفكرية و العقائدية من الوهلة الأولى.
2- لا يترك الطرفان أى فرصة يمكن معها استمرار الحوار بصورة تحفظ ماء وجه الطرف الآخر فيقوم طرف بإغلاق كل المنافذ على الطرف الآخر فتتحول المسألة إلى مسألة بقاء معنوى فيتفاقم الصراع.
3- تستمر عملية البرهنة للتسوية لا للحل .
4- يحاول كل طرف حشد أطراف أخرى و يعلن حالة التعبئة العامة لمواجهة الطرف الآخر و هنا تبدأ المراوح عملها فتستخدم البراهين للقفز من موضوع لآخر بصورة توليدية مثل مروحة تصطدم بالرمال فتتناثر ( أى الموضوعات ) هنا و هناك.
الفصل الحادى عشر
أنواع و آليات الأسئلة فى عمليات التفاوض الإجتماعي و القضائي و السياسي من منظوري العالمية والخصوصية الثقافية .
السؤال طريقنا إلى إدارة الحوار و تعرف ما هو مطلوب و لكن فى واقعنا العربى يستخدم السؤال بطريقة خاطئة فى محاصرة الطرف الآخر و الدخول فى أخص خصوصياته ووصفه فى حرج شديد مما يفقد الحوار لدينا استخداماته عادة ولكى نعالج ذلك لا بد من التعرف على النقاط التالية :
كيف يمكن الإستفادة من الأسئلة فى نجاح التفاوض مع الطرف الآخر:
قد يكون للسؤال هدف أو عدة أهداف مثل :
( جذب الإنتباه –الحصول على المعلومات إعطاء معلومات – اختبار صحة معلومات – إثارة التفكير – تنشيط المناقشة – الوصول إلى نتيجة – تغيير مجرى الحديث – إضاعة الوقت – إرباك المفاوض – حصار الخصم ...الخ.
كما يجب النظر إلى السائل و المبادأة فى الأسئلة ومن المسيطر فى عملية توجيه السؤال والمستجيب أكثر للآخر لأن لكل موقف دلالته.
وفى جميع الأحوال يجب مراعاة :
أن يكون لكل سؤال هدف.
أن يكون مناسبا للتكتيكات والإستراتيجية التى تعتمد عليها.
أن توجه الأسئلة الصحيحة.
خطوات مرحلة توظيف الأسئلة على أساس علمى :
1- الإستعداد : بان نسأل أنفسنا ....
- ماذا سأكسب من إلقاء السؤال ؟ هل سأحصل على تعاون الطرف الآخر أو معلومات أو تعهدات أو أداء أفضل ؟
- هل نعرف طبيعة من نوجه إليه السؤال ؟ هل هو أعلى منصبا أم أقل أم زميل أم عضو معنا فى فريق التفاوض ؟ وهل هو مفاوض متمرس أم لا ؟ و ما طبيعة أهداف الآخرين من الحوار ؟ كيف نصوغ السؤال ؟.
2- طرح السؤال : بالأسلوب الذى نحصل به على أفضل إجابة بهدوء و شكل مباشر دون نقد أو تجريح.
3- مراعاة توابع طرح السؤال : .. للحصول على الفائدة من السؤال لا بد من الإنصات الجيد للإجابة على تقييم مستمر للمعلومات المستفادة مما قد يدفعنا إلى إلقاء سؤال استفسارى يتصل بأعماق الموضوع واستكشاف جوانبه الخفية، والمعرفة للهدف النهائى للحوار تساعدنا على صياغة السؤال الصحيح . ووضع الأسئلة و تعرف وظائفها و خطوات انتاجها من خلال كاميرات العلوم اللغوية الإجتماعية و النفسية و تبسيطها يؤكد أن ما نأخذه على أنه شئ عابر هو شئ يستحق التأمل و التدبر والعمل المستمر على تحسين الأداء.
فخاخ و كمائن الأسئلة :
من ممارسات وسائل الإعلام الغربية إلى الإستجواب ؟
إن أساليب توظيف الأسئلة لتحقيق هدف اتصالى ما من الأساليب ذات الطابع العالمي و العلمي و لقد رأينا محاصرة الدبلوماسيين العرب فى وسائل الإعلام الغربية فى الأزمات لإظهاره و إظهار من يمثله فى شكل محدد.
أنواع الأسئلة
1- أسئلة مفتوحة : تسمح للمتلقى بالإجابة من أى زاوية يريدها مثل .... ماذا تحب أن تقول عن نفسك ؟ ما رأيك في ؟
و مزايا هذا النوع
- أن نجعل متلقي السؤال يتكلم ونحن ننصت.
- يمكن أن يتطوع المسئول بمعلومات قد نستفيد منها.
- يسهل الإجابة عنها ولا تمثل أى تهديد أو رهبة فى نفس المسئول.
عيوبها :
- قد يتحدث المسئول فى اتجاهات لا تهم السائل.
- تستهلك كثيرا من الوقت.
الأسئلة المغلقة : وهى أسئلة تقييد فتقيد المسئول فى إطار اختيارات معينة مثل : من رئيسك فى العمل ؟ ما مرتبك فى وظيفتك السابقة ؟ ما عمرك ؟
مميزاتها :
- السائل يسيطر على الأسئلة والأجوبة بطريقة مؤثرة فى ناتج التفاعل.
- تستهلك وقتا أقل.
- لا نحتاج جهدا فى الإجابة عنها.
عيوبها :
- قد لا تحصل منها إلا على قدر قليل من المعرفة.
- قد تجبرنا على تبنى موقف معين تجاه الحوار برمته مما يؤثر سلبا على إيجابية الحوار.
و هناك تقسيم آخر هو التقسيم إلى أسئلة أولية و ثانوية وعلى سبيل المثال :
أولي : أين كنت عندما حدث الزلزال ؟
ثانوي : فى أى طابق من المبنى تقيم ؟
وهناك تقسيم ثالث هو أسئلة المرآه
حيث يقوم الطرف السائل بتلخيص إجابات عديدة وتوضيحات للطرف الآخر ليستخلص منه رأيا فى الإجابات أو الرؤى.
أسلوب تتابع الأسئلة فى الحوار:
هناك أسلوب رئيس فى توجيه الأسئلة كالبدء فى السؤال مفتوح ثم تتدرج الأسئلة فى الإغلاق لتخدم أجندة السائل.
مثل:-هل الإسلام دين ودولة؟
- هل تطبيق الشريعة واجب ؟
- ما حكم من يجاهر برفض تطبيق الشريعة استهزاءا ؟
- هل يعتبر هذا عملا كفريا يخرج من الملة ؟
- هل يجوز النطق بالشهادتين مع الجهر برفض تطبيق الشريعة ؟
- هل من يأت ذلك يعتبر مفارقا للجماعة مرتدا عن الإسلام ؟
- من الذى يحلل إقامة الحد على المرتد ؟
- ماذا لو كان القانون لا يعاقب على الردة والقضاء لاينفذ حكمها؟
- هل يبقى الحد على أصله من وجود إقامته ؟
- ماذا لو أوقعه آحاد الناس؟
إذن فقد مرر المحامي أسئلته من العمومية إ لي الخصوصية طبقا لأجندته السابقة.
الفصل الثانى عشر
وظائف الصمت فى الحوار و التفاوض
الصمت فى سياق الثقافات المختلفة وظائف كثيرة و متعددة حتى ليقال أن للصمت لغات بل لهجات و هو اختيار الصمت للتعبير عن المواقف مثل توظيف بعض القرى الإيطالية للصمت فى حل المشكلات عند استفحالها بينما يستخدمون الحوار فى المشاكل البسيطة. وفى الهند يعتبر الصمت تعبير عن الرفض عند استشارة الفتاة فى الزواج بينما العكس عند العرب.
الإنصات مع التفكير عادة ما يكون أضعاف سرعة الكلام :
إذا لم نتوخ الدقة فإننا غالبا ما نسقط أو نطرح أفكارنا و أحكامنا على ما يقال لنا طبقا لما يرد فى أذهاننا و ليس طبقا لما نستقبله من رسائل الآخرين و ما يقولونه بالفعل لذلك فإن علينا استخدام مهارة الصمت و التركيز على ما نسمع ليكون الجواب صحيحا ، و يستخدم الصمت أحيانا لتغطية نقاط الضعف و أحيانا للتمعن فيما يقوله الطرف الآخر ، و الإنصات الفعال هو ذلك الذى يترتب عليه التعرف الحقيقي على مقولات الآخرين والإستعداد النفسى لكبح جماح الرغبة فى إمساك الميكروفون ، وهو الذي يقتضي عدم إصدار أحكام سريعة ما نسمعه قبل وضوح الصورة خاصة فى المراحل الصعبة من الحوار .
مثال صيني : أن صينيين كانا يتشاجران بالكلام فاعتبر أوروبى ذلك ضعفا على اعتبار أن ما على أحدهما إلا أن يبدأ فى ضرب الآخر ليحسم المشكلة فقال صينى له أن الذى يضرب أولا كأنه يعترف بأن أفكاره ضعيفة و لم تصمد أمام أفكار الآخرين.
حوارات الخوض في المسكوت عنه هى إحدى سمات ثقافة التناحر و التنافر والمسكوت عنه نوعان ، ما يؤدي للبناء و ما يؤدى للفتنة و الهدم . و مثاله الخوض فى جوهر و ثواب العقيدة الإسلامية أو المسيحية رغم وجود اتفاق ضمني فى كل المجتمعات المتحضرة على وجود بعض المسكوت عنه تأدبا و حرصا على العلاقات علما بأن كثيرا من الناس تأثروا بالمنهج التفكيكى عند تحليلهم للخطاب الدينى و التراثى الأمر الذى أدى إلى محاولتهم تفكيك ماضى الأمة.
الفصل الثالث عشر
عن الغموض ووظائفه فى عملية التفاوض
ما نسلط الضوء عليه هو إساءة توظيف هذا الميكانيزم فى لحظات حرجة فى علاقة ما حين يستلزم الأمر الوضوح الكافى و الإدلاء برأى حاسم.
مكمن الخطأ فى تفسير القرار 242 :
إن الذى صاغ القرار تعمد أن تكون المشكلة فى أداة التعريف ( أل) فى الترجمتين الفرنسية و الإنجليزية أى بخصوص كلمتي أراضي و الأراضي وهو الغموض الذى أشار إليه أحد السياسيين الأمريكيين و الذى قال أنه غموض متعمد عند وضع القرار .
و الصمت فى أزمة العراق الكويت من أطراف عربية فقد وظف لا لخدمة العروبة و إنما ضد هذا الإتجاه مما أسخط العرب على بعضهم البعض بل إنها جعلتهم ينتهكون مبدأ التعاون الإيجابى حتى أدى إلى مزيد من التفكك العربى ، ولعل جملة " ممكن توضح كلامك شويه ؟ " هي جملة كثيرة الإستخدام فى واقعنا العربي ، ولعل أوضح مثال لإستخدام الغموض بصورة إيجابية هو رسالة نيكسون للسادات فى حرب أكتوبر 1973 0 حيث هنأه فى الخطاب على الأداء المتميز للقوات المصرية و ذكر أنها محت بأدائها المتميز ذلك العار بكل تأكيد و لكنه ذكر فى منتصف الخطاب نوعا من الغموض يعتبر تهديدا شديدا حيث قال " ولكن إذا ما أصرت مصر و قواتها المسلحة على تحقيق كل شئ من خلال ميدان القتال فقط فإننا لا نعرف إلى أى مدى من الممكن أن يفيدكم هذا التوجه و ما هى نهايته الفعلية ؟!!!!!!!!"
الفصل الرابع عشر
إطلالة على استخدام ألقاب التخاطب فى الحوار
حينما قال وايزمان للسادات " أوامرك يا فندم "
و حينما ألقى طارق عزيز خطاب جورج بوش لجيمس بيكر
مما يميز ثقافتنا استخدام ألقاب وهو شئ جيد إذا ما استخدم بصورة بسيطة دون تعقيد أو حساسية تجاه الطرف الآخر و المشكلة هي الإسهاب فى استخدام هذه الألقاب ( فخامة الرئيس – جلالة الملك – سمو الأمير – فضيلة الشيخ – معالى الوزير – سعادة البك ) و لعل عزرا وايزمان كان يفهم نفسية السادات حين كان يخاطبه عادة ب "يافندم " إرضاءا لغروره. ولعل ذلك يلقي الضوء أيضا على طبيعة الفعل الذى قام به طارق عزيز عندما ألقى خطاب جورج بوش الأب فى وجه جيمس بيكر حين وجه الخطاب يقول فيه فى أزمة الخليج " عزيزى صدام عليك بالإنسحاب لنتجنب كارثة مفجعة ...." حيث قال عزيز " لست أدرى أيها الأمريكيون متى تتعلمون مخاطبة رؤساء الدول و الزعماء الكبار ".
الفصل الخامس عشر
التفاوض مع ممثلي ثقافة الإستلاب
هى ثقافة الإحباط المستمر و هى تصل بصاحبها إلى الإستسلام لأوضاع يكره من يأسه لأى أحد أن يقوم بأى محاولة إيجابية لمقاومتها و يصبح ذلك و قد أدى إلى نوع من الإدمان أو المتعة فى استقبال الإحباط المستمر ، إسهامات النخبة فى تأصيل حوارات الإحباط.
هناك شعور كبير بالإحباط فى العالم الإسلامى نتيجة الأزمات التى نمر بها و قد أسهمت النخبة فى تأصيل الإحباط حين اختاروا الحديث عن الأوضاع المحبطة حتى أنهم استخدموا المنهج التفكيكى و التركيز عليه مما أدى إلى تأسيس ثقافة الإستلاب ففكك ماضى الأمة إلى كتل من المطارحات المشكوك فى كل ما تتضمنه.
ما الذى يفعله الناقد المحبط ؟ :
و ما الذي يجب أن يفعله المفاوض الجيد معه ؟
الناقد المحبط يسبب إشاعة نمط من الإحباط و اليأس من كل شئ وهو يدعم نمطا سلبيا آخر يتعلق بإطلاقية الأحكام كما أن هذا النوع يتسبب فى ضياع وقت الحوار وإن من أكبر الأخطاء أن تبدأ حوارا مع مثل هذا الشخص بموضوع محبط لأن ذلك يوجد نوعا من التآلف و الوحدة المؤقتة في الإحباط قد تجر المتحاور إلى نفس الدرك.
الفصل السادس عشر
ما بين اللياقة و التشحيم الإجتماعى فى التفاوض
اللياقة و الكياسة و إلانة الكلام من صفات المفاوض الناجح و لكن الإسهاب فى ذلك قد يؤدى إلى أوضاع غير سليمة . ولعل الإسهاب فى استخدام هذه الصفات هو ما يسمى " التشحيم الإجتماعى " و تستخدم " لتزييت عجلة الحوار " و هذا ليس بأسلوب جيد و لكنه قد يؤثر سلبا فى العلاقات السوية لأن هناك فرقا بين العاطفة المتزنة و بين التشحيم الإجتماعى الذى يجسد خلطا للأمور يتمثل فى إظهار الود الزائف و تجنب المصارحة برأي مخالف أو خطأ واضح و مثال ذلك فى الواقع الإدارى حين يتوسط الزملاء لرفع جزاء عن موظف مهمل غير مبالٍ بدعوى " حرام قطع الأرزاق " و " عنده أولاد " و"عنده مشكلة " مما يؤثر بالسلب على أداء المؤسسات.
أمثلة تلقى الضوء على ظاهرة التشحيم الإجتماعي :
1- أحد الذين يعانون التدخين يستجير بمحصل القطار :
- المكان ممنوع فيه التدخين ؟
- نعم لكن ممكن تدخن.
فالمحصل هنا لم يفهم قصد الراكب وهو صاحب استعداد طبيعى للتخاذل فى تنفيذ القانون.
2- نفس الشخص و هو يقول للمدخن فى القطار.
- يا ريت حضرتك تطفى السيجارة.
- خليها على الله العمر واحد و الرب واحد.
- و نعم بالله بس يا ريت حضرتك تطفى السيجارة دلوقت.
- تحت أمرك بس لما تخلص.
- لا دلوقتى لو سمحت لأنها تسبب لى ضيقا و ممنوع التدخين هنا.
- صح بس بالراحة علينا يا ذوق !
يقول ذلك وهو يشعر بالضيق للإعتداء على حريته.
3- موقف ثالث :
أحد الذين امتنعوا عن التدخين ثم عادوا إليه و عند سؤاله أجاب " لم أرد أن أكسف الذي دعاني ".
4- باحث فى العلاقات الدولية لاحظ أن المفاوضين العرب " المصريين " يستخدمون لغة هدفها التشحيم الإجتماعى أكثر من الدخول فى جوهر الموضوع.
و للتخلص من هذه الظاهرة يجب أن نجيب على أسئلة :
- لماذا قد نكره مسئولا أو مديرا يتسم بالحزم و الكفاءة ؟ ولماذا يهدر الكثير من الطاقة و الوقت فى أساليب تهيئة الآخرين و التقرب إليهم قبل الدخول فى لب الموضوع ؟
الفصل السابع عشر
معادلة الإندماج والإستقلالية والقوة
فى عمليات التفاوض الإجتماعي و السياسي
أولا : مفهوم الاندماج :
- أن نحقق قدرا من التآلف و التلطف يوصلان إلى الطرف الآخر أننا نرغب فى التعاون معه.
ثانيا : مفهوم الإستقلالية :
- من المهم توظيف أدوات الإندماج بحيث لا يؤثر ذلك فى خصوصيتنا كمفاوضين.
ثالثا : مفهوم القوة و القدرة :
- يحتاج إلى تعريفات عدة تربطه بمفهومي الإندماج و الإستقلالية حيث أن علاقة المفهومين بمفهوم القدرة تختلف إذا كان الحوار بين صديقين متكافئين أو موقفين متكافئين أدبيا أو ماديا أو إجتماعيا أو سياسيا أو بين مرؤوسين و رؤساء أو بين طالب و أستاذ و بين هيئة تحقيق قانوني و متهم.
والمفاوض الحريص هو الذى يحسن صياغة هذه المعادلة ليحقق ناتج إيجابى.
أمثلة :
1- بين رفع الكلفة و إهدار المكانة :
لو أن رئيسا أراد التلطف مع مرؤوسه ( من باب الإندماج و التوحد ) بأن يناديه بإسمه فأراد الآخر أن يفعل نفس الشئ للتلطيف أيضا سنجد أن الأول يعود بأدوات الحوار إلى ما يعكس قدرات و مكامن القوة المتباينة بينه و بينه حتى يضع الأمور فى نصابها الصحيح.
2- بلدوزرات الحوار و الغزو السافر للخصوصيات :
مكالمة بين صديقين و بعد السؤال عن الأحوال الشخصية يتخطى أحد الطرفين العموميات ليتوغل فى الأمور الشخصية التى تعتبر خصوصية من خصوصيات الطرف الآخر التى لا يريد لأحد التدخل فيها فسيشعر أن دور الإندماج و التوحد قد أسئ استخدامه و أصبح نوعا من الغزو للخصوصية و تختلف طرق المواجهة حينئذ من التلطف إلى التلطف الحاسم و الحسم و الفجاجة و كثيرون أولئك الذين لا يستطيعون وقف بلدوزرات الحوار هذه إلا بخسائر فادحة لذا يجب ضبط عملية الإندماج و التوحد هذه من البداية.
3-المعادلة فى حوار أستاذ جامعي و رئيس " جامعة المستقبل ".
أستاذ جامعي يريد إنشاء جامعة أهلية يكون رئيسا لها و يجيد مجاملة الآخرين يستحضر زميلا مرموقا كان له تحفظ و عدم اهتمام ليخبره أنه يريد إنشاء جامعة يكون أعضاءها جميعا أساتذة و أنه اختاره ليكون من هيئتها.
و يستفسر زميله عن وجود عقود لتأصيل العمل فيستغرب هو وجود عقود بين الأصدقاء و لكنه يوضح له أنه ليس شرطا أن يكون له ولكن للآخرين ليكون عملا رسميا 0 وهنا يوقف الحوار و يستدعيه لمكتبه و فى المكتب يطلب منه إعداد قائمة بمحددات المطلوب منه لدراسة الأمر فيخبره أنه يأخذ منه 3 أو 4 أسابيع فيستكثر الرقم فيخبره أنه مشغول جدا فيقول وإيه يعنى أنا أعمل 15 ساعة فى اليوم فيقول له و أنا أعمل 20 ساعة و يطلب من السكرتير استمارة و ملف يعطيهما للأستاذ.
إذن استراتيجيات الإندماج من قبل رئيس الجامعة غير موفقة حيث أنه :
- لم يحسب أن زميله مشغول مثله.
- طالبه بإلغاء ارتباطات خاصة به.
- حديثه معه تجاوز العشم .
- و أنهى عملية التفاوض بمحاولة إكراه الطرف الآخر على تقبل الأمر.
5- سوء فهم بسبب فقدان ضبط معادلة الإندماج و الإستقلالية و القوة :
- مدرس ثانوى يخنق زوجته لأنها متسلطة 0000 حيث أصبح مجال التفاوض مقطوعا ووصل إلى حالات التناحر واللاتفاوض و استخدام السلاح.
- السادات يحاول ضبط معادلة الإندماج .... حيث كان يريد التقرب إلى عناصر المثقفين و لكنه اكتشف أن المثقفين لا يحسنون الحديث إليه فعرفهم أنهم يجب أن يقرؤوا القرآن فإن الله سبحانه بكل جلاله (من وجهة نظره )كان يعمل حسابا لحاكم مصر فقد أرسل الرسل والأنبياء إلى شعوب حول مصر حتى إذا وصل الأمر إلى مصر فقد أرسل فقط إلى حاكم مصر و زاد على ذلك أن أعطى هذا النبى ( وهو أقواهم ) تعليمات واضحة فيما يخص خطاب الحاكم " فقولا له قولا لينا " فكان يستغرب كيف أن الله عز و جل يفعل ذلك ثم يأتى المثقفون و يتحدثون معه بلا تبجيل أو تهذيب.
و بعيدا عن هذا و ذاك فإنه يجب عموما مراعاة المستوى الذى نتخاطب معه و نتحدث إليه دون أن نفقد معادلة الإندماج و التوحد حيويتها بالتعدى المخل و لعل الطرف الأضعف يصل إلى ما يريد بسرعة إذا ما تغاضى عن الإصطدام بالسلطة الممنوحة لرئيسه أو المستوى الإدارى الأعلى بينما فقد بعضهم مصالحهم نتيجة عدم الإكتراث بسلطة الرئيس أو المدير و فضل الإصطدام بها فكانت خسارتهم بعد أن وصلوا بالموقف إلى حالة اللاتفاوض.
الفصل الثامن عشر
التفاوض بين ظاهرتى رد الفعل المندفع والمتأخر
أولا : رد الفعل المندفع :
الشائع هو حدوث اصطدام غير متأن بالشخصية المتسلطة مما يؤي إلى تدهور كافة عمليات التفاوض داخل المؤسسة و يؤدي إلى التناحر و فى أحيان أخرى يلجأ البعض إلى إلقاء النكات و الشائعات على الرئيس المتسلط و النادر هو الفعل الهادئ الجيد.
بين الإستغراق و المثالية و " فن الممكن ".
أحد أهم أسباب رد الفعل المندفع و الإنفعالى هو أن العقل العربى يعطى وزنا للرغبات أكثر مما يعطى وزنا للوقع وبالتالى يتأثرون بالإنفعال و موسيقى اللفظ الشرس مما حدا بالجماهير العربية للتأثر بخطاب صدام فى أزمة الخليج الثانية أكثر من الواقع.
ثانيا : نمط رد الفعل المتأخر :
لا يقل ضررا عن المندفع وهو بسبب تأخرنا فى استيعاب الموقف ووضوح الرؤية و التدريب على سرعة تكوين الرأى الصائب و الحاسم عند التفاعل، وهو غالبا ما ينتج عن حسابات خاطئة أو بطيئة أثناء الإجتماع ، والعلاج يكمن فى الممارسة المستمرة لتقنيات الحوار وثقافة التفاوض.
الفصل التاسع عشر
التفاوض و فلسفة الكذب !
ما علاقة الكذب بالتفاوض ؟
لابد أن يكون المفاوض صادقا لبناء الثقة فى العملية التفاوضية و الأمانة و عدم الكذب صمام أمان لتحقيق المكاسب على المدى البعيد . ولعل كثيرا من المفاوضين يلجأون إلى تبرير الفشل بأنهم لم يكونوا بحاجة إلى ما يفاوضون عليه وهو أيضا نوع من الكذب.
الشخصية الهربية / المضللة.
هى شخصية تجيد التبرير السطحى الزائف للأحداث ، وهو عكس التبرير العلمي و المنطقي للأحداث ، و قد يكون السبب الكِبر و الخيلاء و قد يكون الشرود و التركيز على جزء من الأحداث دون الآخر و هذا الكذب هو الكذب الإنتقامى وهو يمارس بصورة لا شعورية أحيانا و يتولد من العقد النفسية.
إنتصار حرب يونيو 67 :
حيث ذكروا أن ما حدث على جبهات القتال لم يكن هزيمة لأن خسارة حرب لا تعنى خسارة معركة واحدة و لأن النتيجة التى يفرض بها طرف إرادته على الطرف الآخر هى و حدها التى تعنى الهزيمة 0 ولأن إسرائيل لم تستطع فرض إرادتها علينا فهى لم تنتصر وهذا مثال حقيقى للتبرير الظاهرى و السطحى و الزائف الذى ندفن به الحقائق فى مقابر الوهم.
عن فلسفة الكذب :
وهو موجود واقعا بالفعل و هناك حدود فاصلة بينه و بين الصدق.
ما الصدق :
1- ما طابق الواقع و لو خالف الإعتقاد.
2- ما طابق الواقع و الإعتقاد.
3- ما طابق الإعتقاد و لو خالف الواقع.
صور الكذب :
1- المبالغة فى النقل و زخرفة القول.
2- الإقتصار على بعض الحقيقة.
3- النفاق بإظهار حلاف ما نبطن.
4- التزلف بكيل المدح و الإفتخار و الإدعاء.
5- خلف الوعد و شهادة الزور و الإفتراء.
" الكذب المباح " و " الأبيض " و الإضطراري ".
عند د . مهدى علام أن للصراحة أحوالا يحسن ألا تظهر سافرة بل ينبغى تقنيعها بقناع رقيق يلطف من حدتها و لا يطمس معالمها و قد أباحت الشرائع هذا و اشترطت شروطا قاسية حتى لا ينتقل من دائرة المباح إلى الخبيث ، فيسميه المسلمون كذبا مباحا و الإنجليز اضطراري و الأصل فى إباحته أنه يحقق عملا طيبا . و لكن يجب على المرء أن يتدبر كثيرا قبل أن يقدم على الكذب المباح فكثيرا ما يخدع نفسه و يسمى ما ليس بمباح مباحا.
مفهوم الكذب عبر الثقافات
أن عالمنا اليوم ملئ بالإزدواجية خاصة فى ظل ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ، و لعل أحد أسباب تفجر العديد من الصراعات العرقية هو إخفاق الثقافات فى بناء حوار تفاوضى بناءاً يحتاج أول ما يحتاج إلى تعرف الأسس و القيم الثقافية المشتركة.
و الصدق ليس فضيلة وسطية بمعنى أن نجد فيه زيادة أو نقصان و إنما الصدق صدق و ما يزيد عليه أو ينقص منه فهو الكذب ، و الإنسان الصادق هو الذى يقول الصدق بصرف النظر عن المنفعة التى وراءه و أما الكذب فهو درجات فمنه المباح و منه الآثم.
الفصل العشرون
عقلية التوصيات فى واقعنا الثقافي
( الإفتقار إلى كيف و أخواتها )
هى ظاهرة إصدار التوصيات نتيجة رؤية غير عميقة أو عميقة تفتقر إلى الأدلة وأهم ما يميزها التعميم و تشكيل اللجان أو تقرير ما هو واضح وبديهى و إضاعة الوقت فى تكراره و هو توجه يكرس أسلوب عدم قصر النقاش على نقطة أو موضوع بعينه ليكون مثمرا ، ولعل من يقترح :
- إعادة صياغة الدستور.
- إعادة بناء المدن بمهندس و فنان لتجميلها.
- إعادة صياغة الصحافة لتكون حرة.
- إعادة صياغة الريف لتطويره.
كما جاء فى إحدى المقالات الصحفية يجعلنا نشعر أنه رغم حماس الكاتب للتغيير إلا أن عقلية التوصيات هى التى تطغى عليها فلو أنها ركزت على نقطتين من 16 توصية كانت فى المقال و تعمقت فيهما لأجادت و أفادت و هكذا عقليتنا جميعا.
الفصل الحادى و العشرين
الواقع العربي و مفهوم " إقتصاد اللغة "
" آسف لم أجد الوقت الكافي لأكتب خطابا قصيرا لك " .
هذا هو شعار هذا الفصل حيث نميل إلى الإسهاب فى عرض ما نريد و نحاول أن نقنع به الآخرين فتكون مقدماتنا عادة طويلة حتى إذا وصلنا إلى جوهر الموضوع لم نجد الوقت الكافى لمناقشتة و هذا ما أخذه الغربيون علينا فى تعميماتهم خاصة و أنهم و جدوا فى تراثنا " التكرار يعلم الشطار " مع العلم أن تراثنا يحمل كثيرا من عكس ذلك المفهوم " خير الكلام ما قل و دل " و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة "ق" فوق المنبر و كان يقول "اتقوا الله " ثم يقيم الصلاة.
لذلك فمن عدم الدقة العلمية أن نصف الثقافة العربية بالميل إلى الإسهاب ، و الحقيقة أن المسألة مسألة تدريب و إلا فصاحب شعار هذا الفصل هو قائد غربى كتبه إلى صديق له فى نهاية خطاب طويل ممل.
و المطلوب هنا هو إيجاد صيغة لغوية مفيدة يتم التدرب عليها للوصول بالحديث إلى أكبر درجات الإيجاز مع عدم الإحلال بالمعنى المطلوب و الحقيقة أن الرسالة أو الخطاب الموجز يحتاج إلى وقت طويل لكتابته حتى يظهر بالمعنى المطلوب الذى لا يستبيح وقت الآخرين دون داعٍِ.و يجب أن ينعكس ذلك علينا فى المفاوضات و المحاضرات و اللقاءات و العلاقات بصفة عامة.
الفصل الثانى و العشرون
عقلية الجزر المنعزلة و الإعاقة الذاتية
لتنمية مهارات التفاوض الإستراتيجى
سمات عقلية الجزر المنعزلة.
1- أنها لا ترى إلا من خلال الإطار العلمي أو السياسي أو الإجتماعي الذي تعمل من خلاله حيث أنها لا ترى ضرورة للإنخراط فى علم آخر و هي بالتالى ترفض أمثال علماء المسلمين الأوائل الذين كانوا يتحدثون باقتدار فى النحو و الفقه و التفسير و المنطق رغم شهرة كل عالم منهم بعلم بعينه.
2- وهى تجبرنا على تنمية عادة التصنيف الجامد الذى يستوجب رؤية جزء من صورة الحقيقة العلمية أو الحدث الإجتماعي أو السياسي و يبتعد عن الرؤية الإستراتيجية المتكاملة للصورة فتؤدي إلى هيمنة التفكير النمطي و تبتعد عن التفك.
وكل ذلك بحسب رأي المؤلف طبقا لقراءة الملخص للكتاب نصا ودون تعليق .
المصدر : http://www.miniaonline.com

معركة الأفكار في الحرب ضد الإرهاب


معركة الأفكار في الحرب ضد الإرهاب



اسم الكتاب : معركة الأفكار في الحرب ضد الإرهاب
The Battle of Ideas in the War on Terror
اسم الكاتب : روبرت ستلوف
Robert Satloff
الناشر: Washington Institute for Near East Policy
الصفحات : 106

مؤلف هذا الكتاب هو روبرت ستلوف مدير عام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. عاش ستلوف في المغرب لمدة عامين، وخلال هاتين السنتين تجول في منطقة الشرق الأوسط وكتب العديد من الدراسات حول كيفية إصلاح الدبلوماسية العامة الأمريكية مع العرب والمسلمين في مواجهة تحديات عالم ما بعد 11 سبتمبر (أيلول).
كتب ستلوف العديد من الكتب والمقالات حول الصراع العربي الإسرائيلي، منها:
Arab-Israeli peace process Arab and Islamic Politics and U. S . Middle East policy
كما أن لديه مقـالات وأراء نشرت في كبرى الصحف الأمريـكية مع مقابلات إذاعية وتلفزيونية للـعديد من وسائل الإعلام في داخل الولايات المتحدة وخارجها.
قسم المؤلف كتابه هذا إلى أربعة محاور:
الدبلوماسية العامة وإستراتيجيتها، ما هي أخطاؤنا، ما هو الصحيح وأخيرا الأسلوب الجديد.
الدبلوماسية العامة وإستراتيجيتها
يتحدث الكاتب في هذا المحور عن أهمية شرح الولايات المتحدة لسياساتها بوضوح وبدون أية اعتذارات، فيقول إن على أمريكا أن تفخر بقوتها العسكرية التي استطاعت بها أن تدافع عن المسلمين في البوسنة، وكوسوفو، والكويت.
وكذلك بتقديمها مساعدات مالية لأكبر دولة عربية "مصر". علاوة على علاقتها الإستراتيجية بحكومات الدول الإسلامية مثل نيجيريا، تركيا واندونيسيا. ويضيف الكاتب أن الولايات المتحدة لا يجب أن تخجل من دعمها المطلق لإسرائيل( بحسب رأي المؤلف ).
توفير المجال لمعلومات ميدانية ذات مصداقية عالية مرتبطة بالعالم وكذلك بدول منطقة الشرق الأوسط يشير الكاتب هنا إلى أن على الولايات المتحدة أن تطور من مؤسساتها الإعلامية تجاه قضايا المنطقة بدلا من تنافسها واختراقها للإعلام العربي، وان هذا التطور واجب على عاتق المختصين الاعلامين في مجال الإعلام من أجل توفير خدمات معلوماتية صادقة ومتزنة للمعنيين.
تحليل مقومات المجتمع الأمريكي بشكل عام ومجتمعاته المدنية يشير الكاتب في هذا الجزء الى سهولة تحليل المجتمع الأمريكي. ويؤكد أن المهم هو كشف مقومات الحياة للمواطن الأمريكي العادي وطريقة تفكيره. وذلك لكي يسهل للأطرف الأخرى معرفته.
ويرى الكاتب أن على الحكومة الأمريكية أن ترسم خطة رصينة للدبلوماسية العامة تجاه الشرق ألأوسط عن طريق وسائل الإعلام، كما أن عليها كذلك فتح دورات اللغة للسفراء والدبلوماسيين والمسؤولين في وزارة الخارجية والجهات الأخرى التي تتعامل من المنطقة العربية.
ما هي أخطاؤنا
فيما يتعلق بالدبلوماسية العامة حدد ستلوف ستة أخطاء:
الخطأ الأول:
جهل الولايات المتحدة بأعدائها وأصدقائها.ويؤكد على ضرورة تحديدها اياهم إذ لا يمكن أن تنتصر في معاركها بدون القيام بذلك. فهناك حكومات وحركات عربية متشددة وأخرى معتدلة أو علمانية ، يرى أن على الولايات المتحدة ان تفرق بينها.
الخطأ الثاني:
تقديم الولايات المتحدة قروضا ومساعدات إلى أشخاص وهيئات غير مرغوب فيها. فإعطاؤها منحا مالية لحكومات استبدادية وأفراد سيئي السمعة كما وصفهم الكاتب يولد عدم ثقة الشارع العربي بالدبلوماسية الأمريكية.
الخطأ الثالث:
اهتمام الولايات المتحدة بالدعاية إلى الانفتاح والتسامح الديني، وتقليلها من الترويج لسياستها العامة، مما يولد نوعا من الفراغ ونقص المعلومات السياسية التي كان من الممكن الاستفادة منها إذا نالت حظا أوفر من الاهتمام.
الخطأ الرابع:
خسارة الولايات المتحدة لمضمار كسب عقول الشباب في الشرق الأوسط بسبب جهلها بأساليب المعركة الصحيحة، وعدم بذلها جهدا لمعرفة الأسباب الذي بوسعها التغلب على هذا النقص.
الخطأ الخامس:
عدم اعتراف الولايات المتحدة بالأسباب الرئيسية لكراهية ملايين المسلمين والعرب لها.
وهذه الأسباب كما يرى الكاتب هي دعمها المطلق لإسرائيل ومساندتها، بالإضافة إلى سياستها المتبعة في العراق وحربها الحالية ضد الإرهاب.
ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة تخدع نفسها بفكرة أن كراهية العرب لهم نابع من الاختلافات الثقافية، والاجتماعية والدينية.
الخطأ السادس:
إجابتها الخاطئة في ردها على وسائل الإعلام العربية مثل قناة "الجزيرة". فيرى الكاتب أن الولايات المتحدة أخطأت في رصدها ملايين الدولارات بغرض إنشاء مؤسسات إعلامية ناطقة باللغة العربية (مثل قناة الحرة وراديو سوا) بلا أهداف معلنة.
مما أدى إلى فشل هذا النوع المشاريع في تحسين صورتها أمام المواطن العربي.
ماذا يجب أن نفعل الآن؟
يعرض الكاتب في هذا المحور العوامل الصحيحة للدبلوماسية العامة التي تعزز العلاقات بين الدول العربية و الولايات المتحدة، والتي يرى أن من أهمها:
• إبقاء الأبواب مفتوحة مع العالم العربي والإسلامي حتى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر(أيلول). والاستفادة من تبادل المعلومات بين الجانبين.
• نشر المدارس الأمريكية في المنطقة حيث تلعب هذه المدارس دورا هاما في تعليم اللغة والقواعد الانكليزية الأمريكية.
وكذلك في تأهيل الطلاب للدراسة بالمدارس والجامعات الأمريكية ، وإتاحة الفرصة أمام الراغبين في الالتحاق بالدراسات العليا في الولايات المتحدة والانخراط في مجتمعها.
• إصرار السياسيـين الأمريكيين على مواصلة نهجهم السياسي والدبلوماسية، وتوسيع علاقاتهم الإستراتيجية والعامة مع الدول العربية والإسلامية.
أساليب جديدة
• يرى الكاتب في الفقرة الأخيرة من كتابه أن من خلال الأسلوب الجديد للدبلوماسية العامة يمكن بناء جسر من العلاقات تكون أكثر عمقا وخدمة للطرفين. ويستعرض عددا من النقاط الذي من شأنها تشييد أساس قوي للدبلوماسية الأمريكية في المنطقة العربية:
• تشجيع الطلاب في كافة المراحل الدراسية ومن جميع الأعمار على معرفة الولايات المتحدة، وتمهيد الطريق لبناء جيل مثقف مبني على أسس العلم والمعرفة في المنطقة.
• إعادة رسم الخطوط السياسية مع دول العالم. فيقول الكاتب إن على الولايات المتحدة القيام بمهامها تجاه جميع دول العالم والدول العربية بشكل خاص.
من تـلك المـهام توفير الكتب والمناهج الدراسية مع المساهمة في تدريس اللغة والقواعد الإنـكليزية على الطريقة الأمريكية ، وتشجيع دور المرأة في المجتمع وتسهيل انخراطها في مؤسساته الخاصة منها والعامة.
ويشدد الكاتب على ضرورة حث المجتمعات العربية على السماح بتعليم البنات واتاحة الفرص لانخراطهم في المجتمع.
• دعم مؤسسات المجتمع المدني. يقول الكاتب على الولايات المتحدة أن تبذل كل ما بوسعها من أجل مساندة منظمات المجتمع المدني. لأنها المعبر التي سيمكن الأمريكيين من الاختلاط بالمجتمع العربي.
•إنشاء مؤسسات تكون مهمتها الرقابة على المشروعات التي تمولها من أجل ضمان نزاهتها. وذلك لضمان حقوق الأفراد والجماعات التي من شأنها الاستفادة من هذه المشاريع.
في نهاية الكتاب يؤكد الكاتب على ضرورة وضع خطة محكمة للنصر في معركة الأفكار. ولضمان نجاح تكتيك وإستراتيجية تلك الخطة يقول الكاتب إن مسؤولية وضعها تقع على عاتق الرئيس ومستشاريه للأمن القومي. ويؤكد الكاتب أن على الحكومة الأمريكية معرفة الأسباب التي أدت إلى وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول الإرهابية .
كما أن عليها إعادة النظر في فكرة هيمنتها على العالم. وان تأخذ الدول العربية والإسلامية بعين الجد والاهتمام. وبينما يؤكد الكاتب على ضرورة تخلي واشنطن عن سياسة تجنب مخاطبة الشعوب العربية مباشرة بخصوص عدد من القضايا الصعبة مثل التطرف الديني، والإرهاب علاوة على الصراع العربي الإسرائيلي و حربها مع العراق، يرى أن على الدبلوماسية الأمريكية العامة استثمار تحالفاتها القائمة حاليا علاوة على الإصغاء لمن يريدون إقامة تحالف معها في المستقبل.
المصدر : تقرير واشنطن - بيريفان يوسيفي - العدد الواحد والعشرون

مـع : كليتجارد في كتابـه السيطرة على الفساد


مـع : كليتجارد في كتابـه السيطرة على الفساد

المهندس : مصطفى الصادق


اسم الكتاب : السيطرة على الفساد Conteroling Crroption
المؤلف: روبرت كليتجارد Robert Kiltgaard
الناشر : دار البشير
الحجم: كبير( 285صفحة )

"أول ما ينبغي أن أقوله هو أن الفساد موضوع حساس " هكذا يبدأ روبرت كيلتجارد كتابه ((السيطرة على الفساد)). ويتابع القول بأن :
"و من خلال تجربتي مع صانعي السياسات والطلاب من أقطار كثيرة فان موضوع الفساد يثير نمطاً محدداً من أنماط ردود الفعل . فهو، موضوع يتحاشي الناس ذكره أولاً ، ويتلمسون الأعذار لتجنب الخوض فيه ثانياً،و أخيراً قد تصل إلى تحليل مفيد له ، لو أسعفك الحض" .(ص9)
المؤلف يستخدم في هذا الكتاب اسلوب دراسة الحالة لإستكشاف و تطوير إطار عمل لصانعي السياسات .هذا الكتاب يتناول قضية الفساد في العالم بشكل عام وفي الدول النامية بشكل خاص.
كتاب مكافحة الفساد يشتمل على ثماني فصول و هي:
1- 1-المقدمة
2- 2-الأهداف
3- 3-إجراءات السياسات
4- 4-مرضواالابتزاز
5- 5-الجمع بين السياسات الداخلية و الخارجية
6- 6-الفساد عند تصادم الثقافات
7- 7-استراتيجيات التنفيد
8- مراجعة و توسيع المدى
في المقدمة يسعى كليتجارد أن يبحث موقف الرسميين والحكوميين تجاه مكافحة الفساد والإجراءات التي يجب أن تتّخذ لمكافحة الفساد .
ثمّ يبحث عن مدى جدوى الإجراءات الّتي اتخذت في بعض الدول النامية التي تعاني بشكل أكبر من الفساد مثل الثورة الأخلاقية و إجراءات التطهير البيروقراطي و قواعد السلوك ووزارة الإرشاد القومي .
ثمّ يتابع قائلاً :
"فانتشار الفساد وإستمراريته قد لا يشجعان على نشر مثل هذا الكتاب لأنه يعني الكثيرين من صانعي السياسات ورجال السياسة الذين لا يريدون ضبط الفساد و قد يستخدم هؤلاء النشاطات غير المشروعة للحفاظ على بقاءهم في السلطة.
ثم يقوم بطرح بعض نماذج الفساد والطرق التي قاموا بالتصدي لها و يشرح حالات محددة في الفصول المختلف للكتاب و منها دوائر الضرائب، الشرطة والجمارك و توريدات و توزيع الأغذية.
ثم بعد بحث هذه النماذج بشكل إجمالي ، له إشارة ضمية لأحد أكبر مصادر الفساد في الدول الناهة و هو قطاع العام وحزب الحاكم (الوحيد)، كو نهما ، هما اللذان يسيطران بشكل كامل على الأنشطة الإقتصادية و لا منافس لهما في طبيعة الأمر.
لكن في الفصل الثاني من الكتاب يبداء متسائلاً :
"هل يمكن أن تبدأ الحملة لمحاربة الفساد و إلى أي مدي تسير؟"
ثم يتناول الإجابة على هذه السؤال من خلال إلقاء النظر على دراسة إجريت في النظام الضريبي بالفيليبـين و يشرح الأهداف التي كانت ترمي لها سياسات محاربة الفساد.
في هذا الدراسة يقوم كليتجارد شرح الخطوات الذي إتخذت من قبل قاضي بلانا و هو رئيس مكتب الضريبي في الفيليبـين.
الخطوة الأولى التي إتخذها قاضي بلانا كانت تقدير حجم الفساد ، ثم قسم الفساد إلى قسمين ، قسم هو الفساد الداخلي في المؤسسة والذي يرتبط بالموظفين ، وقسم آخر هو الفساد الخارجي للمؤسسة والذي يتعلق بدافعي الضرائب.
ثم يتساء ل :
ما هي تكاليف و فوائد الفساد! ؟(ص49)
ثم يقوم بتعريف الفساد ويتطرق الى بيان مايسميه بالحد الأمثل للفساد و يستنتج بأن:
"ليس من الضروري أن يكون الحد الأدنى المرغوب فيه من الفساد هو بالضرورة صفراً!!.(ص33)
و في وصفة للحد الأمثل من الفساد يستنتج بأنه:
حين تساوي تكلفة إزالة الفساد التكلفة المادية والإجتماعية فهذه هي النقطة التي يجب أن يتوقف محاربة الفساد فيه !!.
ثم يضيف مستائلاً:
"هل يستحق الفساد شن حرب عليه؟"
ليتابع الفصل بتحليل اثار الفساد الهدامة وفي أربع مجالات ( وذلك في ص 73 ):
1- النشاط : فيبدد الفساد الموارد ، ويخلق قيما عامة سيئة ويشوّه السياسات .
2- التوزيع : حيث يعيد الفساد توزيع الموارد ويضعها في أيدي الأغنياء والأقوياء,هؤلاء الذين يملكون السلطة في الجيش أو الشرطة , او في أيدي أولئك الذين يملكون القدرة علي الإحتكار.
3- الحوافز: يشوه طاقات الرسميين والمواطنين و يوجهها نحو السعي , غيرالمنتج إجتماعياًإلى الاجرة الفاسدة. و يخلق الأخطار, و يحفز على الاجراءات الوقائية غير المنتجة, و يشوه الإستثمار ويبعده عن المناطق الموبوءة بالفساد الكثير.
4- السياسة: يولد العزلة الشعبية والسخرية و يخلق عدم إستقرار نظام الحاكم.
و في الفصل الثالث يقول المؤلف : يجب محاربة الفساد على صعيدين :
1- على الصعيد الداخلي للمؤسسة .
2- على الصعيد الحكومي والإجتماعي العام .
وعلى هذه الأساس يقوم كليتجارد بطرح مبادرات قاضي بلانا في مكافحة الفساد على الصعيد الداخلي وهي عبارة عن:(ص83)
1- وضع نظام جديد لتقييم الأداء
2- جمع المعلومات عن الفساد
3- معاقبة كبارالموظفين الفاسدين على وجة السرعة
ثم يقوم كليتجارد بالبحث في أسباب تفشى الفساد في المجتمع و يرى أن هناك ثلاث مجلات ينمو فيها الفساد:
1- الثقافة التي تحبذ الفساد(ص94)
2- الرأسمالية القليلة(ص97)
3- الرأسمالية الزائدة(ص97)
و يطرح بعض سبل مكافحة الفساد في الدول النامية على الصعيد الحكومي و منها:
1- إنتشار التعليم
2- خلق رأي العام يرفض الفساد
3- نمو التجارة والصناعة
4- ترسيخ الديموقراطية و قيمهاو... (ص101)
و في متابعة للبحث يقوم كليتجارد بتصميم نموذج الرئيس – الوكيل ( الموظف ) – الزبون في إطار المؤسسة و إرتباط هذه الأجزاء بعضها ببعض و كيفية التعامل مع كل منها لمكافحة الفساد .
ثم بعد ذلك يقوم شرح السياسات الشاملة لمكافحة الفساد و تشمل في :
1- إختيار الوكلاء ( أو الموظفين )
2- تغيير المكافئات و الجزاءات
3- جمع المعلومات
4- إعادة بناء العلاقة بين الرئيس و الوزير و الوكيل إطار النموذج الذي تقدم بحثه
5- تغيير الإتجاهات إزاء الفساد
و في نهاية الفصل يقوم كليتجارد بوضع إطار عمل لصانعي السياسات لمكافحة الفساد على الصعيد الداخلي للمؤسسه.( ص 129)
وفي الفصل الرابع يقول كليتجارد متسائلاً :
خلال العقدين الماضيين أخذت أعداد متزايدة من الدّول النامية بإقامة مؤسسات جديدة ذات مهمة خاصة وا حدة هي إجتثاث جذور الفساد لكن :
في ضلّ أي ظروف يمكن أن يكون إنشاء هذه المؤسسة له معناه ؟
وما هي الضمانات التي ينبغي توافرها لمنع سوء إستخدام السلطات الممنوحة لها ؟
و كيف يمكن إقامة مثل هذه المؤسسات و ما الذي تستطيع عمله للسيطرة على الفساد في الحكومة ؟
ثم يبحث هذا الموضوع من خلال تناول البحث عن اللجنة المستقلة لمحاربة الفساد في هونغ كونغ و عن كيفية تطهيرها الناجح للفساد و من قوات الشرطة مؤكدا على الميزات التي يجب أن تتميز بها هذه اللجان:
1- يجب أن تكون لجان مستقلة لكسب ثقة الجماهير.
2- يجب أن تعطى لهذه المؤسسة ( أواللجنة ) صلاحيات قانونية ، كافية و رادعة.
3- تكون مستقلة فعلاً و تقوم بتقديم و رفع تقريرها إلى أعلى سلطة بصورة مباشرة و ليس من خلال أي جهة أخرى، تشريعيه كانت أم تنفيذيه .
4- يجب أن موظفيها يكونوا خارج نطاق الخدمة المدنية .
5- يجب أن تشكل لجان إستشارية من المواطنين (منظمات المجتمع المدني) و تضم منتقدي الحكومة (المعارضين) .
وفي الفصل الخامس يتابع دراستة قائلاً :
" لا يكفي وجود وكالة خارجية مثل اللجنة المستقلة لمكافحة الفساد لتطهير حكومة ما ، من الفساد . فالإجراءات الداخلية مطلوبة كذلك." ( ص172)
و يتناول هذا الموضوع من خلال دراسة أجريت في قسم الجمارك والضرائب في سنغافوزة والخطوات التي اتخذت لمكافحة الفساد من داخل المؤسسات نفسها و يطرح الأساليب التي أستخدمت في نموذج المكتب الضريبي أيضاً .
لكن الموضوع الذي يتطرق إليه كليتجارد في الفصل السادس هو الفساد عند تصادم الثقافات و يقول في هذا المجال :
" عندما ينتمي الرئيس إلى ثقافة أخرى ( في نموذج : الرئيس - الوكيل- الموظف ) تبرز مشاكل جديدة ، ويقصد بالوكيل الموظف الذي ينوب عن الرئيس في التعامل مع الزبون ):
فقد تنقص الرئيس السلطة لتحديد أو معاقبة الوكلاء المخطئين من بلاد أخرى .
و قد لا تلتقي المواقف و الميول تجاه الفساد أو (( التكلفة الأخلاقيه )) الناجحة عنه في الثقافتين."
والحالة التي يتعرض لها في هذا الفصل تصف جهود الجيش الأمريكي خلال الستينات والسبعينات للتغلب على التواطؤ والفساد في عمليا ت مشترياتة في كوريا .
و في الفصل السابع يبحث الكاتب عن استراتيجيات لتنفيذ السياسات الرامية إلى مكافحة الفساد من خلال دراسة عن الفساد في المؤسسة .
ثم بعد ذلك يقول :
على منْ يريد محاربة الفساد أن يثقف نفسه و يدرك طبيعة العلاقات السياسيه السائدة في المجتمع .
ثم يقوم يرسم ويحدد استراتيجياته لتنفيذ سياسات مكافحة الفساد و منها :
1- التمييز بين القضايا الجانبية والإستراتيجية في محاربة الفساد .
2- حشد التأييد السياسي .
3- حمل الجمهور على الوقوف وراء مكافحة الفساد .
4- تحطيم ثقافة الفساد .
و غير من ذلك مما يرتبط بإستراتيجيات التنفييذ .
و أخيراً و في الفصل الثامن يقوم بصياغة استنتاجاته من الفصول السابقة ليقول ( ص 284 ) :
(( لابد أن هناك خطأً ما في المجتمعات التي يسيطرعليها الفساد . وبالمثل تماماً ، لابد أن هناك خطأً ما عندما تتعايش الثروة الكبيرة مع القذراة والفساد السياسي ، عند ما تسحق حقوق الإنسان ، و عند ما تـنـكر التفرقة العنصرية آدميتنا ، ولا ينبغي لذا أن نفقد الإحساس بهذا الإنهتاك الخلقي و لكن و في الوقت الذي نتأمل فيه في أسباب ذلك ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا في معرفه أن كيف تمّ ذلك .
و لا ينبغي أن نستسلم لإغراءات الهروب من المشاكل التي تـكون في غاية الصعوبة أوالتي تكون أخلاقيه بأكبر ما يكون بحجة أن :
(( ليس في الإمكان أبدع مما كان. ))
أو:
(( أننا لا نستطيع عمل شيئ إزاء ذلك .))

وقـفـة مـع : كـتاب فن الإدارة للبروفسور جوزيف إل . باور من كلية هارفارد لإدارة الأعمال


وقـفـة مـع : كـتاب فن الإدارة للبروفسور جوزيف إل . باور من كلية هارفارد لإدارة الأعمال


المـهـنـدس فـؤاد الصـادق

اسم الكتاب : فـن الإدارة ( قـراءات مختارة جمعها البروفسور جوزيف إل . باور – كلية هارفارد لإدارة الأعمال)
تأليف: البروفسور جوزيف إل . باور – ترجمة الدكتور أسعد أبو لبدة – مراجعة الدكتور محمد ياغي
الحجم: كبير – 434 صفحة
الناشر: دار البشير – عمان

الكتاب يقع ضمن سلسلة ممارسة الإدارة ، وهو من منشورات كلية هارفارد لإدارة الأعمال ، والبروفسور جوزيف إل . باور هو خبير بارز في مجالي إستراتيجية الشركات والسياسة العامة ، أبحاثه وتدريسه لمعالجة المشاكل التي يواجهها كبار المـدراء وهم يتعاملون مع التغييرات السريعة ، ولاسيما السياسية ، والحالات التنافسية للإقتصاد العالمي .
وقد قام البروفسور منذ إلتحاقه بكلية هارفارد عام 1963 بالتدريس والبحث والتأليف عن تطورالإستراتيجية والمؤسسات وعن تخصيص الموارد ، ودراسة بيئة العمل وعلاقات العمل للمشاريع والحكومة في الداخل والخارج . وهو مؤلف كتاب بعنوان : (( عندمـا تـتـزلـزل الأسواق )) طبع عام 1986 ، وله كتاب اخر بعنوان :
(( وجـهي الإدارة : نهـج أمريكي للقيادة في الأعمال الخاصة والحكومية )) ، وقد نشر عام 1983 . وتعالج مقالاته العديدة أستـراتـيجـية الشـركات وسياستـها العـامة .
وقد قدّم باور إسـتـشارات واسعة وكثيرة فـي مجال مشاكـل الإستراتـيجـية والتـنـظـيـم مع الشركات داخـل البـلاد وخارجها وكذلك مع حكومة الولايات المتحـدة .
أما كتابه : فـن الإدارة فهو قـراءات مختارة جمعها البروفسور جوزيف إل . باور لأكـثر من عشرين باحثأ ، فصار الكتاب يتضمن 24 فصلا في أجزاء ( أبواب ) خمسة تتناول : بعد مقدمته التي لاتتجاوز الـ ( 7 ) صفحات :
1- عمل المدراء العامّين ( الإدارة العمومية ) .
2- مهمة صياغة ووضع استراتيجية للشركة اوللمؤسسة .
3- بناء التنظيم اوالمؤسسة .
4- إدارة التشابك ( إدارة التعقيدات ) .
تحديات المستقبل التي تحدق بقيادة المؤسسة .
يفتتح البروفسور باور مقدمة الكتاب القصيرة قائلا :
يتطلب التعلم في الإدارة التمكن من مجموعة كبيرة من المعارف والمهارات ليتطرق فيها بإيجاز الى :
-مشاكل الإدارة العمومية ليقول بأن هذه المشاكل توجد في جميع المؤسسات ، وفي جميع الثقافات وفي جميع الأوقات ، ومشاكل الإدارة هذه تستحق الدراسة كما في الصفحة ( 16 ) .
-المدير العام للمؤسسة فيخلص الى أنه كلما تغيرت الظروف ، كان على المير العام أن يتغيّر معها .فيجب على المدراء العامّين أن يلعبوا عدة أدوار لتحقيق نتائج مقبولة مهما كانت أعمالهم محددة كما في الصفحات ( 17 – 18 ) .
- أنه يتوجب على المدير العام أن يكون بانياً للمؤسسة عندما لاتتناسب قدراتها مع أهدافها ، وذلك بإستقطاب أعضاء جُـدد وبتقوية الأعضاء الحاليين وتصميم علاقات عمل مفيدة، وتشجيع عمل الفريق . ويجد المدير العام نفسه وهو يقوم ببناء المؤسسة أنه يلعب دور المدرس أو المدرّب . ويضيف في هذا الإتجاه :
لا يكفي أن يكون المرء مهندسا معمارياً : يصمم هيكل المؤسسة ويشرف على أعمال البناء . ونادرا ما يملك الأفراد المهارات المطلوبة للوظائف الجديدة كما هي موصوفة على الورق ، ولايكونون سعداء بالعمل جنباً الى جنب مع زملائهم لذلك يكون عمل ترتيبات تنظيمية جديدة جزءاً أساسيا من وظيفة المدير العام . وفي بعض الأوقات عندما تكون النتائج رديئة ويكون هناك تهديد بحدوث أزمة يتوجب عليه أن يقوم بدور الجراح وأن يزيل الأجزاء غير الفعّالة كما في الصفحة ( 18 ) .
- كما يتوجّب على المدير العام بحسب المؤلف في المقدمة أن يتحمل مسؤولية أساسية لتطوير استراتيجية فعّالة للمؤسسة وذلك كي لايكون نشاطه مجرد ردّ فعل لخطوات منافسية أو لتغيرات الأسواق ، ويصف دور الاستراتيجي للمدير العام بالدور الشاق :
لـمـاذا ؟
لأنـه يتطلب فهم جوهر العمل والكيفية التي يتغيّر بها ، وهذا يعني أن يفهم التكنولوجيا المناسبة وكيف أنها تغيّر المنتجات والعمليات وأن يقدر احتياجات العملاء وتطور قدرات المؤسسة قياسا بالمنافسة ، وأصعب ما يستلزمه ذلك هو التغيّر والتغيّر الجذري وعلى الدوام وبإستمراروتنمية المهارات وإكتساب المهارات الجديدة على رأس ذلك التغيّر المتواصل للتمكن من تطوير الاستراتيجية بواسطة المدير العام .
- التأكيد على عدم سهولة التوفيق بين الأدوار المتعددة التي يقوم بها المدير العام مضيفا :
فهو قائد وبانِ للتـنـظيم ومدرس ومدرب وجـراح واستراتيجي وحافز على العمل . والمدير الذي يجد بعض المهام سهلة بسبب خبرته وشخصيته واسلوبه كثيرا ما تستعصي عليه بعض المهام الأخرى .كما يتوجب عليه في بعض الأحيان أن يقوم بعدة أدوار في آن واحد – وهو أمر يتحدى أعظم المدراء مِراساً ، كما في الصفحات ( 18-19 ).
كتاب فن الإدارة هذا يتيح لك التعـرّف على آراء وإجتهادات أكثر من عشرين باحثا وخبيرا إداريا وفي الإتجاهات الخمس المتقدمة ، ومن زوايا مختلفة : الإدارة العمومية ، وضع الإستراتيجية ، بناء المؤسسة ، إدارة التعقيدات وتحديات المستقبل التي تحدق بقيادة المؤسسة . ومن أهم مايميز الكتاب إضافة الى ماتقدم أنه :
- قـراءات مختارة جمعها البروفسور جوزيف إ ل . باور من كتابات وبحوث لأساتذة وزملاء كبار في علم الإدارة والأعمال ، بالرغم من طول باعه وخبرته وموقعه هو ، وفي ذلك مايشير الى التواضع العلمي ، وإحترام عامل الزمن والأمانة ، فلا حاجة للإنتظاروالتكرار وحرمان منْ يبحث عن الحلول و ... إذا كان هناك منْ عالج الموضوع كما هو حقه ، فالموضوعات المستجدة كثيرة والحلقات المفقودة أكثر ، هذا ومن الجدير بالذكر انّ المنحى المذكور في التأليف وأعني جمع كتابات ومساهمات بالشكل المتقدم عاد منتشرا ومطلوبا في العالم .
طبعا الكتاب يتضمن للبروفسور جوزيف إل . باور بحوث ثلاثة فقط ، وذلك :
في الباب الثالث الخاص ببناء المؤسسة ، وبعنوان : إدارة تحصيص الوارد ، وفي الباب الثالث الخاص ببناء المؤسسة أيضا ، وبعنوان : القدرة على احداث دورات سريعة من أجل امتلاك قوة تنافسية ، وذلك بالإشتراك مع توماس إم . هاوت ، وفي الباب الرابع الخاص بـإدارة التعقيد ، وبعنوان : الادارة من أجل تحقيق الكفاءة ، أوالادارة من أجل تحقيق العدالة .
- وان لكل فصل من فصول الكتاب مقدمة موجزة في نصف صفحة تقريبا تستعرض وبإختصار أهم محاور البحث ونتائجه ، والمقدمة هذه أقرب الى خلاصة الفصل منها الى التعريف به ، وهذا يشكل أسلوبا لجذب القارئ لمطالعة الفصل ، ولتقد يم الفصل ملخصا لذوي الوقت المحدود جدا ، علما اننا سوف نورد جميع مقدمات تلك الفصول في اخر فقرة من تعريفنا بالكتاب .
- ممايميز الكتاب أيضا المقدمة الموجزة المتواضعة العميقة التي وضعها البروفسور جوزيف إل . باور نفسه للكتاب ،ليشير بعبارات مختصرة الى أهم محاور البحوث التي جمعها ، والمقدمة لاتتجاوز الـ ( 7 ) صفحات ، وهذه كل مساهمته الشخصية المباشرة في هذا الإتجاه كما أوضحنا ، وللوقف على الفقرات الخمس للمقدمة نشير الى بعضها:
●إذا كان بإستطاعة المدير في الماضي أن يركـز فقط على الشركة وزبائنها فإنّ ذلك اليوم قد مضى ، ها هو دْركـر يصمم جدول أعمال للمـدراء المعاصرين .
●إنّ وظيفة وضع إستراتيجية فـعّالة للشركة تستدعي وجود بصيرة وإبداع ، الى جانب تحليل متأن لـما يحدث في الشركة ، وكيف يمكن تحويل قدرتها الى ميزة تنافسية ، وماهي الطريقة التي يجب على المدير العام فيها أن يصوغ أهداف المؤسسة .
● إنّ المكافأة مهمة لقيام أي مؤسسة بعملها ، وتكون مهمة عمل خطّة للأجور معقدة بالنسبة للمدير العام لأن المكافأة تدفع للناس لـمـا قاموا به في الماضي ومايقومون به حالياً وما يسهمون به مستقبلاً ، وهم يركـزون على ما هو أكثر من النقود ، وعلى المدير أن يأخذ باعتـباره الأبعاد المتعـددة للمكافآت ، فهناك إرتبط بين الدافعية وأنظمة المكافآت والرقابة .
● هناك فروق أساسية بين قطاع الأعمال والحكومة ، وتحديات يفرزها تدخل الحكومة في الأعمال ، وبنى خاصة بالادارة العمومية والضرورية للشركة متعددة الجنسيات ، كما ان هناك إنقسام عميق فيما يرتبط بالمشاكل الأخلاقية المرتبطة عمل الادارة ، فلابد من التفكير مليّاً في الفروق الهائلة بين هذين النهجين على طريق معالجة المسؤولية الإجتماعية لأن لها أثراً مباشرا على حرفة الإدارة العمومية .
● عند الحديث عن القيادة وتحد يات المستقبل يذكر المؤلف مقولة للفيلسوف الفريد نورث وايت هيد الإبن :
(( المجتمع العظيم هو المجتمع الذي يرفع فيه مدراء الأعمـال من شأن مهـنـتـهم )) مضيفا : وهذا ما يوضحه دْركـر و زيلزيك بالقول :
ان لعـمـل الإدارة العـمومية إذا ما أُ نـجـز بإتقان تاثيراً قادراً على إحداث تغيير على المؤسسة وعلى المجتمع . أمـا إذا أُ نـجز بطريقة سيئة فإن الآثار قد تكون مدمّرة .
ويختم ذلك بالقول :
هـذه هـي المـزايـا التـي تجـعل دراسـة الإدارة العمـومـيـة تسـتـحـق الإهتـمـام .
وفيمايلي نـذكـر ونـصاً المقدمات التي سبقت كل فصل من فصول الكتاب والتي كما أسلفنا يمكن أن تـعـد كخلاصة لكل فصل في الأجـزاء ( الأبواب ) الخمسة من أجزاء الكتاب :
الجزء الأول : ( عمل الادارة في المجالات المختلفة )
1- ست مهام أساسية للمداراء العامّين :
إن وظيفة المديرمتنوّعة ومعقدة. ومسؤولياته واسعة تشمل كل جانب من جوانب المؤسسة : المالية ، و شؤون الموظفين ، والعمليات ، وتصميم المؤسسة وغيرذلك.
لكن مهما كان نمط القيادة أو وضع المنظمة فإن المداراء العامّون الناجحون يركزون على الأساسيات كما يقول اندرال بيرسون . و يستخدم بيرسون في هذه المقالة عدداً وافراً من الأمثلة ليوضح كيف يؤدي المداراء العامون المهام الستة التي تشكل أساساً للأداء الفعّال ، و هذه المهام هي :
تشكيل محيط العمل ، وضع الاستراتيجية ، تحصيص الموارد ، تنمية المداراء ، بناء المؤسسة ، والاشراف على العمليات. وتشكل هذه المهام مجتمعة مفتاحاً لوضع الأولويات و تحقيق الأهداف المشتركة ( كما في ص- 25 عن أندرال إي . بيرسون ).
الجزء الأول : ( عمل الادارة في المجالات المختلفة )
(2) : المداراء الجيدون لا يصنعون القرارات الخاصة بسياسة الشركة
حسب المعتقدات الشائعة و طبقاً لما تقوله كثير من كتب الإدارة ، ينفق المداراءالعامّون معظم وقتهم في وضع سياسة الشركة ، و في إيصال غايات الشركة وأهدافها بدقة وفي صنع القرار.
و في هذه الدراسة يتخذ إدوارد راب رأياً مخالفاً ، و هو يستند في ذلك على علاقات عمل وثيقة مع المداراء العامين . يقول راب أنه لكي ينجح كبار التنفيذيين فلا بدّ لهم من أن يتعهدوا بالرعاية مهارات خمسة :
أولاً: لا بد لهم من تطوير شبكة من مصادر المعلومات لكي يبقوا على اطلاع على القرارات التشغيلية التي تتخذ على المستويات المختلفة للشركة.
ثانياً : لا بد لهم من حشد طاقاتهم و وقتهم للتركيز على عدد محدود من القاضاياالهامة .
ثالثاً : لا بد لهم من التعهد بالرعاية ببنية القوة في الشركة .
رابعا : لا بد لهم من معرفة كيف يوضحوا إحساساً بالاتجاه دون أن يلزموا أنفسهم علناً بمجموعة محددّة من الأهداف .
و أخيراً و هذه هي المهارة الأكثر أهمية ، لا بدّ لهم من أن يكونوا ماهرين في تطوير الفرص .
إن كبير المداراء الفعّال شخص يتحين الفرص و يحاول جمع الأجزاء – التي تبدو عارضة – في برنامج يسير وفق أهدافه هو
( كما عن : إتش . إدوارد راب في ص : 41 )
الجزء الأول : ( عمل الادارة في المجالات المختلفة )
3- التغيير الاستراتيجي (( التزايدية المنطقية ))
يكون المداراء العامون – بحكم موقعهم – مسؤولين عن تخطيط استراتيجية مؤسساتهم أومشاريعهم . وتشير الأدبيات بقوة إلى أن التغيير الاستراتيجي و تكوين الاستراتيجية إنما يُنجزان من خلال التخطيط واتباع سلسلة منطقية من الخطوات. وفي الحقيقة يقول كوين أن التغيير الاستراتيجي نادراً ما يتحقق بالأساليب المنطقية وحدها ، و أن المديرين العامين يعتمدون على حدسهم ويراقبون الطريقة التي تتطور بها الاستراتيجية و يجرون تعديلات عليها في ضوء المعلومات المستجدة و الأحداث المتغيرة بدلاً من وصف استراتيجية منهجية .و يمدّنا كون بنظرة متبصّرة بخصوص هذه العملية التي يسميها التزايدية المنطقية .
وهو يبرز المرونة المتأصّلة في هذه العملية و يوّضح كيف إنها تمكّن المداراء العامّين من استخدام التحليل العقلاني ومن الاستجابة إلى البيانات المتغيرة والجديدة عند تخطيط الاستراتيجية و تنفيذها .
عند ما كنت أصغر عمراً كنت دائماً أتخيل إحدى الغرف التي تصاغ فيها كل هذه المفاهيم ( الاستراتيجية ) من أجل الشركة باكملها . و لا حقاً لم أعثر على مثل هذه الغرفة . إن الاستراتيجية ( استراتيجية الشركة ) قد لا توجد حتى في عقل رجل واحد . إنني بالتأكيد لا أعرف أين هذه الاستراتيجية مكتوبة.أنها ببساطة تُنقل من خلال سلسة القرارات التي تتخذ ( كما عن :جيمز بريان كوِنْ– ص : 55 )
الجزء الأول : ( عمل الادارة في المجالات المختلفة )
(4) : الادارة و العمل على نطاق العالم
........ طبقاً لما يقوله دْرَكر،غيّرت الادارة النسيج الاقتصادي والاجتماعي لأقطار العالم المتقدم . ويتتبع دركر الطريق الذي سلكه هذه التغييرمبيناً كيف خلقت الادارة اقتصاداً عالمياً ووضعت قوانين جديدة للأقطار التي تسعى للمشاركة في ذلك الاقتصاد كأنداد . وبعد ذلك يصف الكاتب التحديات التي تواجه المدراء في الأقطار المتقدمة والأقطار النامية في الوقت الراهن مبرزاً كيف يمكن للمبادىء الأساسية للادارة ان تساعدهم على بناء مشاريع ناجحة و مثمرة و على انجازها في كل أنحاء العالم ( كما عن : بيترإف . دْرَكر- ص : 74 ) .
الجزء الأول : ( عمل الادارة في المجالات المختلفة )
(5) : المداراء العامّون في الوسط
مع ظهور نموذج الأقسام في تنظيم الشركات ، أخذ عدد المدراء العامّين في مستوى الادارة الوسطى يتزايد . وهؤلاء المدراء لا يقومون بتوجيه المؤسسة بأكملها بل بتوجيه مجموعة أوقسم أو دائرة . والتحديات التي يواجهها المدير العام في الادارة الوسطى تختلف عن التحديات التي يواجهها المديرالعام على رأس الشركة – و أحياناً تكون أصعب منها - . إذ يتوجب على هؤلاء المدراء ان يقوموا بالادارة على المستوى الأعلى و على المستوى الأدنى و أن يترجموا أهدافاً مجرّدة تصدر إليهم من رؤسائهم إلى نتائج ملموسة ، و أن يتحملوا مسؤولية كاملة عن وحداتهم دون أن تكون لديهم سلطة كاملة لتنفيذ خططهم ، و أن يقوموا بالانتقال من عمل المختص وظيفاً إلى العمومي . وفي هذه المقالة ، يصف هوجو يوترهوفن التحديات التي يواجهها المدير العام في الوسط – و كذلك المكافآت التي تنتظره ( كما عن : هوجو يوترهوفن - ص : 92 ).
الجزء الثاني : ( صنع الاستراتيجية )
(6) : كيف تشكّل القوى التنافسية الاستراتيجية
من أجل التخطيط لاستراتيجيات فعّالة ، يجب على المدراء العامّين أن يفهموا مواطن قوة شركتهم ومواطن ضعفها، وان يفهموا كذلك طبيعة صناعتهم وخصائص منافسيهم .
وفي هذا المقال ، يقدم مايكل بورتر للمداراء العامّين إطاراً لتحديد موضع الشركة و للإستفادة من التغييرات الصناعية بالحديث تفصيلاً عن القوى الخمس التي تحكم التنافس في صناعة من الصناعات : تهديد الداخلين الجدد ، وقوة العملاء على المساومة ، قوة المورّدين على المساومة ، تهديد المنتجات أوالخدمات البلدية ، والمناورة بين المتنافسين الحالييّن . إن فهم الكيفية التي تعمل بها هذه القوى في الصناعة ما وكيفية تأثيرها على موقف الشركة يمكن المدراء العامّين من خلق مركز أقل تعرضاً في للهجوم ( كما عن : مايكل إي . بورتر- ص : 113 ) .
الجزء الثاني : ( صنع الاستراتيجية )
(7) : من الميزة التنافسية إلى استراتيجية الشركة
يواجه المدراء العامون للمؤسسات المّنوعة مهمة تخطيط الاستراتيجية للشركة . وهذه الاستراتيجية تتعلق بالقرارات التي يجب على الشركة أن تتعامل معها و بكيفية إدارة وحدات المشروع .
في هذا المقال يصف مايكل بورتر بعضاً من اخطاء التنويع الشائعة ، مرتكزاً على دراسته لثلاثة و ثلاثين مؤسسة أمريكية ضخمة ، و يحدد فيه أربعة مفاهيم لاستراتيجية الشركة :
إدارةالمحافظ الاستثمارية ، إعادة التنظيم ، نقل المهارات ، واقتسام النشاطات .
وهي المفاهيم التي توّجه جهود تنويع منتجات الشركة .ان التعرّف على هذه المفاهيم من شأنه مساعدة المدراء العامّين على خلق استراتيجية متماسكة ( كما عن : مايكل إي . بورتر - ص : 130 ).
الجزء الثاني : ( صنع الاستراتيجية )
(8) : التنافس من خلال التصنيع
يتزايد إدراك رجال الصناعة الأمريكان للأهمية البالغة للإنتاج المتوفق بالنسبة لنجاحهم في ميدان التنافس ، ولذلك تضع العديد من الشركات زيادة الانتاجية والجودة و ابتكار المنتجات الجديدة على قمة جدول اعمالها . و في هذا المقال ، يزوّد ويل رايت وهيز المدراء العامّين بإطار وصفي لفهم الطريقة التي تسهم بها مؤسساتهم الصناعية في الأهداف الاستراتيجية العامة.
و استناداً على بحث ميداني واسع ، يصف الكاتبان أربعة مراحل تحدد معاً الأدوار المختلفة التي يلعبها التصنيع في محاولات الشركة صياغة و تحقيق أهدافها الاستراتيجية ، كما أنهما يوضّحان الاختيارات و التحديات الرئيسة لكل مرحلة من هذه المراحل ( كما عن : ستيفن سي . ويل رايت وروبرت إتش . هييز– ص : 159).
الجزء الثاني : ( صنع الاستراتيجية )
(9) : كيف تجعل التخطيط استراتيجياً
عندما أُدخل تخطيط المحافظ الاستثمارية لأول مرة ، إعتقد مناصروه أنه المفتاح المنشود لحل معظم مشاكل التخطيط الاستراتيجية . غير أن دراسة الحالات و المقابلات التي أجريت مع كبار المدراء التنفيذيين تكشف في الوقت الحاضر شيئاً مختلفاً : إن بوسع تخطيط المحافظ الاستثمارية تحسين استراتيجية المشاريع – و لكن إذا استخدم جنباً إلى جنب مع الأساليب الأخرى لتحليل الصناعات و المنافسين . وهذه الدراسة تكشف مواطن القوة و مواطن الضعف لدى تخطيط محافظ الاستثمارية و ذلك باستخدام الأمثلة لإثبات متى يكون التخطيط أنفع ما يكون ومتى تكون الطرق الإضافية أو المختلفة جديرة بالدراسة . و تختتم المقالة بمجموعة من الإرشادات للمدراء العامّين والتي قد تساعد في جعل التخطيط استراتيجياً بالفعل ( كماعن : ريتشارد جي . همرمش– ص : 183 ).
الجزء الثاني : ( صنع الاستراتيجية )
(10) : الهدف الاستراتيجي
تقول هذه الدراسة أن الشركات التي ارتقت سلم القيادة على مستوى العالم بدأت جميعاً بطموحات لا تتناسب و موارد كل منها و قدراتها . و قد نجحت هذه الشركات من خلال منظور الهدف الاستراتيجي : فقد وضعت أنظارها على أهداف تجاوزت قدرتها وحشدت ما لديها من الإدارة والموارد معاً لتحقيق هذه الأهداف. إن كبار المدراء الذين يتنافسون من خلال الهدف الاستراتيجي يعرفون أن الاستراتيجية ليست مجرّد مسألة استخدام أساليب التخطيط الاستراتيجية استخداماً صحيحاً . فهؤلاء المدراء العامون يشدون المؤسسة إلى الهدف الاستراتيجي ، و يحفزون الناس بتبليغهم إياه بوضوح و بتشجيع الاسهام على مستوى الفرد و على المستوى الفريق و باستخدام الهدف بطريقة منظمة لتوجيه تحصيص الموارد ( كما عن : جاري هامل و سي . كيه . براهالاد – ص : 197 ).
الجزء الثالث : ( بناء المؤسسة )
(11) : بناء المؤسسة بالكفاءات
إن مسؤولية استقطاب الأفراد البارزين و تطويرهم هي من أصعب التحديات التي تواجه المديرالعام . والتنفيذيون الأقوياء هم مفاتيح نجاح المؤسسة . ومع ذلك فالعديد من المدراء العامين يترددون في اتخاذ الإجراءات الجريئة التي يتطلبها تحقيق هذا النجاح . ويعرض أندرال بيرسون الرئيس السابق لشركة بيبسكو بعض الاقتراحات الجريئة لتحسين نوعية ادارة المؤسسة. ينبغي أن يوظف المدير العام أفضل الأشخاص و أن يطوّرهم وأن يكوّن نواة من الموهوبيين يمكن الاعتماد عليهم . كما وينبغي عليه أيضاً أن يضع معايير عالية وأن يقيّم الموظفين بها دائماً و أن يستبدل كل من لا تنطبق عليه هذه المعايير. وباختصار، فإن من صفات المدير أن يكون راغباً في المخاطرة بإجراء تعديل على المؤسسة . يقول بيرسون ، إن مثل هذا التعديل يمكن أن يساعد على المدى الطويل في تحويل الشركة إلى شركة عظيمة ( كما عن : أندرال إي . بيرسون - ص : 225 ).
الجزء الثالث : ( بناء المؤسسة )
(12) : تصميم المؤسسة : موضة أم توافق ؟
المدير العام هو المسؤول عن وضع التصميم العام للمؤسسة التي يديرها – عن تنظيم الشركة لكي تشكّل اجزاؤها معاً كلاً متماسكاً . وهذه المهمة الضرورية لعافية المؤسسة وإنتاجيتها هي في غاية التعقيد . إن تراكيب المؤسسة هي ، إلى حد ما ، مثاليات مجردة ، تبسيطات للحقيقة .
و كل جزء من أجزاء المؤسسة يؤثرعلى الكل – فالمؤسسة لا تؤدي وظيفتها بفعاليّة عندما لا يؤدي جزء (( أو أكثر )) – من أجزائها وظيفته بالشكل الصحيح . يحدد هنري مينتسبرج خمس تراكيب طبيعية للمؤسسات يتكون كل منها من بنية وموقف . وهذه التراكيب الخمسة هي بمثابة أداة فعّالة لتشخيص المشاكل الخاصة بتصميم المؤسسة.
والمدراء العامون العارفون بهذه الأنماط يمكنهم تحقيق الانسجام والترابط في مؤسساتهم بشكل أفضل ( كما عن : هنري مينتسبرج - ص : 241 ).
الجزء الثالث : ( بناء المؤسسة )
(13) : من الرقابة إلى الالتزام في مكان العمل
يتوجب أن يكون لدى المديرالعام احساس واضح بالطريقة المثلى لإدارة القوة العاملة في الشركة ولحفز موظفيها. وتصف هذه الدراسة استراتيجيتين على طرفي نقيض للقيام بهاتين المهمتين، وتستند الاستراتيجية الأولى على فرض الرقابة والثانية على إحداث الإلتزام .
و تسعى استراتيجية الرقابة إلى فرض النظام على القوى العاملة ، وهي تفترض أن أداء الموظفين سيكون في حدّه الأدنى و أن مهارتهم و دافعيتهم متوسطتين على وجه العموم .
و لهذا السبب تحدّد الوظائف دون ما توسع و يكون العرف هو توقع الحد الأدنى من الأهداف الإنتاجية . أما استراتيجية الإلتزام فتتوقع أداءً متفوقاً من الموظفين ، وتكون الوظائف محددة بشكل واسع ، ويتوقع من العمال أن يتولوا إدارة أمورهم بأنفسهم قدر الإمكان . و يمكّن التدريب المتكرر الموظفين من تنمية مهاراتهم .
فليس من المستغرب إذن ، طبقاً لما يقوله ريتشارد والتون ، أن تؤدي استراتيجية الإلتزام في كثيرمن الأحيان إلى نتائج باهرة للشركة . لقد بدأ المدراء العامون يدركون أن أفضل طريقةلحفز المستخدمين هي توقع الكثير منهم و تمكينهم من أن يكونوا مسؤولين عن أدائهم ( كما عن : ريتشارد إي . والتون - ص : 267 ).
الجزء الثالث : ( بناء المؤسسة )
(14) : أنظمة المكافآت و دور التعويضات
إن نظام المكافآت في الشركة هوعنصر أساسي من جهود الإدارة عامةً لجذب الموظفين و حثّهم و إرضائهم . فالعمّال الذين يحسون بأنهم قد كوفئوا بشكل مناسب من المرجح أن يكونوا أكثر إنتاجاً . ومع ذلك فهناك تناقض بين ما صُمِّم نظام المكافآت من أجله و بين ما يفعله حقيقه هذا النظام . و المداراء العامون يجب أن يكونوا على علم بالتوازن بين المكافآت العرضية و المكافآت الجوهرية ، وأن يأخذوا بعين الاعتبار مفاهيم الموظف عن الآجر العادل ، و أن يقرروا المستوى المناسب لإشراك الموظف في تصميم أنظمة المكافآت و ادارتها . وأهم من هذا كله، يجب على المدير العام أن يكون قادراً على بعث الثقة في النظام الأجُور( كما عن : مايكل بيرو ريتشارد إي . والتون – ص : 284 ) .
الجزء الثالث : ( بناء المؤسسة )
( 15) : إدارة تحصيص الوارد
قد يكون تخصيص الموارد الشحيحة من أعظم الجوانب المجزية لعمل المديرالعام وأصعبها .
وهذه المهمة صعبة خاصة على مستوى الشركة نظراً لأن الشركات أو الأقسام تتققدم بطلبات متناقضة للحصول على الوارد . وفي هذه البحث يقدم جوزيف باور للمدراء العامّين نموذجاً يستند على استراتيجية لتحصيص الموارد ويحاول أن يثبت فيه أن من المحتمل أن تحصل القرارات التي تتخذ في سياق استراتيجية واضحة للشركة على مساندة مؤسسية واسعة و أن تدعهم هذه القرارات أهداف المؤسسة ( كما عن : جوزيف إل . باور- ص : 301 ).
الجزء الثالث : ( بناء المؤسسة )
(16) : القدرة على احداث دورات سريعة من أجل امتلاك قوة تنافسية
أصبح الزمن في هذا العصر مصدراً من مصادر الميزات التنافسية ، و أصبحت سرعةعمليات المؤسسة جزءاً هاماً من مسؤوليات المديرالعام . وهذه الدراسة تصف الممارسات التي تستطيع الشركات استخدامها التوفير الوقت في عملياتها ولتوفيرمنتجات وخدمات ونفقات أقل لعملائها . وتبين الدراسة للمدراء العامين – كونها مبنية على تحليل للمنافسين الناجحين الذين يعتمدون الزمن أساساً لهم – كيف يطوّروا القدرات الخاصة لإدارة دورات سريعة ، و كيف يبدأوا مشاريعهم و كيف يحثّوا موظفيهم ليكونوا شركاء نشطين في هذه العملية ( كماعن جوزيف إل باور و توماس إم . هاوت – ص : 311 ).
الجزء الرابع : ( ادارة التعقيد )
( 17) : إطار لتحليل اشتراك الحكومة في قطاع الأعمال
يتوجب على المدراء العامّين ألا يأخذوا باعتبارهم – و هم يقيّمون السوق – منافسيهم فحسب بل والحكومة أيضاً. وفي هذا المقال يزود جيه . رونالد فوكس خبيرالعلاقات بين الحكومة وقطاع الأعمال المدراء العامّين بنهج منظّم لتحليل اشتراك الحكومة في قطاع الأعمال ويبحث فوكس لماذا تقدم الحكومة في كثير من الأحيان على التدخل في عالم الأعمال وكيف يمكن تقييم التفاعل بين الطرفين و تحديد أفضل استجابة من قبل هذا القطاع إزاء هذا التدخل .
كما يتوجب على المدراء العامّين أن يفهموا الفوائد والأضرارالتي تنجم عن تدخل الحكومة في أمور مثل : سلامة المنتج ، و التلوث ، و تكافؤ الفرص عند تشغيل الموظفين .
إن المدراء العامّين الذين باستطاعتهم اقامة علاقة مثمرة مع الحكومة في الوقت الذي يظلّون فيه يحمون مصالح أعمالهم سوف يكسبون ميزة تنافسية في السوق ( كما عن : جيه . رونالد فوكس - ص : 331 ).
الجزء الرابع : ( ادارة التعقيد )
(18) : الادارة من أجل تحقيق الكفاءة
الادارة من أجل تحقيق العدالة
قد تكون العلاقات بين الحكومة وقطاع الأعمال جزءاً صعباً حله من العالم المعقّد الذي يديره مدراء الأعمال . فتنشأ المشاكل لأن قطاع الأعمال و الحكومة يعملان بنظامين إداريين مختلفيين، أحدهما تكنوقراطي والآخر سياسي.ويختلف هذان النظامان في العقد الضمني الذي يوفرانه للمشاركين . كما يختلفان في هيكلهما التنظيمي وفي اختيار الهدف وفي سبب تحصيصهما للموارد . وفي هذا المقال يفصّل جوزيف باورعواقب مجابهة كبار المدراء الصناعيين نظراءهم في الحكومة . كما أنه يقدّم لنا إطاراً لتفهّم التوتر الذي ينشأ بين النظامين الإداريين المذكورين ولتحفيف حدّة هذا التوتر( كما عن : جوزيف إل . باور- ص : 339 ) .
الجزء الرابع : ( ادارة التعقيد )
(19) : التحديات التي تواجه ادارة المؤسسة متعددة الجنسيات و دوافعها و عقليتها
توفر الشركة متعددة الجنسيات للمدراء العامّين مجموعة كبيرة من التحديات والفرص التي لا تستطيع الشركات المحلية توفيرها. إنّ القضايا التي تعالجها إدارة هذا النوع من الشركات معقدة ، كما أن مهمّه قيادة الشركة متعددة الجنسيّات تتطلب بالفعل عقلية فذّة أوبصيرة فذة .
و تبحث مقالة بارتلت هذه في شكل ادارة الشركة متعدّدة الجنسيات و نطاقها.فهو يعرّف هذا النوع من الشركات ، و يصف كيف تختلف التحديات التي تواجه إدارتها عن ادارات الشركات المحلّية ، و يوجز القوى التي تدفع إلى تدويل الشركة. ويصف تطورالاتجاهات الاستراتيجية لإدارة العمليات في أنحاء العالم . وتوفر هذه المناقشة للمدراء العامّين إطاراً لفهم عقلّية الشركات متعددة الجنسيات ( كما عن : كريستوفر بارتلت - ص : 353).
الجزء الرابع : ( ادارة التعقيد )
(20) : الإدارة العمومية في الشركات المنوعة
كثيراً ما يكون دور المدير العام في شركة منوّعة أكثر تحدياً منه في شركة أُحادية المشروع .
و يعود ذلك إلى أن التعامل مع الاستراتيجية وتحصيص الموارد والإدارة في الشركة المنوّعة يتم بطريقة مختلفة بسبب التعقيد الموجود فيها . لذا يتوجب على المدراء في هذه الشركات ، طبقاً لما يقوله جوزيف بدراكو و ريتشارد إلزويرث ، أن يديروا السياق الذي تتخذ فيه القرارت على مستوى القسم أوعلى مستوى الشركة. وهذا يعني تعديل تصميم المؤسسة ، و دعم الإتصال المفتوح على كافة المستويات وتعزيز جوّ من الثقة والابتكار. و يبيّن هذا المقال كيف يحقق كبارالمدراء في الشركات المنوّعة هذه الأهداف بوضع الإستراتيجية ، و إدارة المدراء العامّين الآخرين ، و تحصيص موارد الشركة ، وموازنة التأثيرات على القرارات الصاعدة و الهابطة( كما عن : جوزيف بَدَراكو و ريتشارد إلزويرث - ص : 365 ).
الجزء الرابع : ( ادارة التعقيد )
(21) : هل يمكن جعل أفضل الشركات شركات أخلاقية
يقول كينيث أندروز إن بوسع الشركات ، بل و يتحتم عليها ، أن تستجيب لحاجات المجتمع .
إن الشركات مؤسسات قوية ، وإن تلك القوة تحمل في ثناياها مسؤولية اجتماعية ضمنية .
ويحاول أندروز أن يثبت أن المسؤولية الاجتماعية ينبغي أن تكون جزءاً من استراتيجية الشركة التي يتوجب عليها ربط التزاماتها بعملها أو بالمجتمع الذي تتخذ منه قاعدة لها
غيرأن العديد من الشركات تحبط جهودها تجاه المسؤولية العامة عندما تفرض أنظمة قياس وأنظمة مكافآت وعقوبات ضيقة الأفق.والموظفون الذين يسعون جاهدين لتحقيق أهداف كمية يمكن قياسها بدقة لا يكونوا مدفوعين للاهتمام بالمسؤوليات الاجتماعية للشركة .
لذا يتوجب على المدراء العامّين أن يتخذوا الاجراء اللازم لتصحيح هذه النزعة تجاه النتائج قصيرة الأمد وأن يوصلوا بوضوح الاستجابة الاستراتيجية للشركة للحاجة المجتمعية .
وهذه المقالة تقترح الخطوط العريضة لبرنامج عمل الادارة ( كما عن : كينيث آر . أندروز - ص : 372 ).
الجزء الخامس : ( القيادة )
(22) : القرار الفعّال
رغم أن صنع القرار هو مكوّن هام من مكوّنات وظيفة المدير العام ، إلا أن من المهم أن نضع في اعتبارنا أن المدراء العامّين لا يتخذون قرارت كثيرة .
بل كل ما يحتاجون إليه هو اتخاذ عدد محدود من القرارت – بفاعلية . و في هذا المقال يشرح بيتر دركر بالخطوط العريضة تسلسل الخطوات التي تميّز اتخاذ القرارالفعّال . ويحدّد هذا التسلسل فيما إذا كانت إحدى المشاكل عامة أو متميزة عن غيرها ، و يحدد نقاط الخلاف فيها وما الذي يجب أن ينجزه القرار، كما و يحدد ما هو صحيح مّما هو مقبول ، وهو أيضاً يكسب القرار صبغة عملية. وترسم هذه الخطوات مجتمعة معالم القرارت التي يتوجب على المدراء أن يتخذوها – و هي قرارات لها تأثيرها على مؤسسات برمتها ( كما عن : بيتر إف . دْركر - ص : 389 ).
الجزء الخامس : ( القيادة )
(23) : المعضلات الإنسانية للقيادة
رغم أن منصب المدير العام يتسّم بالاعتبار أحياناً ، إلا أنه في نفس الوقت لا يخلو من التوترات التي تعتبر جزءاً من القيادة . وعلى وجه الخصوص ، يكون كبار المدراء عرضة للنزاعات الاعتبارية الداخلية : القلق الناشيء ، من اعتبارات المركز والقلق الناشيء من اعتبارات المنافسة.
و ينشأ النوع الأول من المسافة التي تضعها السلطة بين القادة ومرؤوسيهم ، أما القلق النابع من المنافسة فقد يشمل الخوف من النجاح إضافة إلى الخوف من الفشل . وفي هذا المقال ، يبحث أبراهام زيلزنك كيفية ادارة هذه الصراعات. ذلك أن المدير العام الذي يعي صراعاته الداخلية يكون أقدر على التعامل معها و على ادارة آثارها المحتملة على السلوك ( كما عن : أبراهام زيلزنك - ص : 402) الجزء الخامس : ( القيادة )
(24) : المدراء و القادة : هل هم مختلفون ؟
يثبت ابراهام زيلزنك – وهو يستكشف ويقابل بين وجهات النظرالعالمية حول المدراء القادة – أن هذين النمطين يختصان بمواقف وأساليب ودوافع مختلفة . فالمدراء يرغبون في خلق بنية منظمة للشركة وهم منفصلون عاطفياً عن عملهم . وعلى العكس من ذلك ، يسعى القادة إلى إدخال اتجاهات و أفكار جديدة إلى المؤسسة ، وكثيراً ما يحققون قدراتهم من خلال علاقاتهم مع الناصحين المخلصين لهم . و يحتاج المدراء العامّون في المؤسسات الكبيرة التي يغلب عليها الطابع البيروقراطي إلى الاعتراف بالقادة المحتملين وتنميتهم وإلى تشجيع مواهبهم واستخدامها بدلاً من محاولة جعلهم يتوافقون مع الروتين البيروقراطي (كما عن:أبراهام زيلزنك - ص : 415)