Saturday, July 26, 2008

معركة الأفكار في الحرب ضد الإرهاب


معركة الأفكار في الحرب ضد الإرهاب



اسم الكتاب : معركة الأفكار في الحرب ضد الإرهاب
The Battle of Ideas in the War on Terror
اسم الكاتب : روبرت ستلوف
Robert Satloff
الناشر: Washington Institute for Near East Policy
الصفحات : 106

مؤلف هذا الكتاب هو روبرت ستلوف مدير عام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. عاش ستلوف في المغرب لمدة عامين، وخلال هاتين السنتين تجول في منطقة الشرق الأوسط وكتب العديد من الدراسات حول كيفية إصلاح الدبلوماسية العامة الأمريكية مع العرب والمسلمين في مواجهة تحديات عالم ما بعد 11 سبتمبر (أيلول).
كتب ستلوف العديد من الكتب والمقالات حول الصراع العربي الإسرائيلي، منها:
Arab-Israeli peace process Arab and Islamic Politics and U. S . Middle East policy
كما أن لديه مقـالات وأراء نشرت في كبرى الصحف الأمريـكية مع مقابلات إذاعية وتلفزيونية للـعديد من وسائل الإعلام في داخل الولايات المتحدة وخارجها.
قسم المؤلف كتابه هذا إلى أربعة محاور:
الدبلوماسية العامة وإستراتيجيتها، ما هي أخطاؤنا، ما هو الصحيح وأخيرا الأسلوب الجديد.
الدبلوماسية العامة وإستراتيجيتها
يتحدث الكاتب في هذا المحور عن أهمية شرح الولايات المتحدة لسياساتها بوضوح وبدون أية اعتذارات، فيقول إن على أمريكا أن تفخر بقوتها العسكرية التي استطاعت بها أن تدافع عن المسلمين في البوسنة، وكوسوفو، والكويت.
وكذلك بتقديمها مساعدات مالية لأكبر دولة عربية "مصر". علاوة على علاقتها الإستراتيجية بحكومات الدول الإسلامية مثل نيجيريا، تركيا واندونيسيا. ويضيف الكاتب أن الولايات المتحدة لا يجب أن تخجل من دعمها المطلق لإسرائيل( بحسب رأي المؤلف ).
توفير المجال لمعلومات ميدانية ذات مصداقية عالية مرتبطة بالعالم وكذلك بدول منطقة الشرق الأوسط يشير الكاتب هنا إلى أن على الولايات المتحدة أن تطور من مؤسساتها الإعلامية تجاه قضايا المنطقة بدلا من تنافسها واختراقها للإعلام العربي، وان هذا التطور واجب على عاتق المختصين الاعلامين في مجال الإعلام من أجل توفير خدمات معلوماتية صادقة ومتزنة للمعنيين.
تحليل مقومات المجتمع الأمريكي بشكل عام ومجتمعاته المدنية يشير الكاتب في هذا الجزء الى سهولة تحليل المجتمع الأمريكي. ويؤكد أن المهم هو كشف مقومات الحياة للمواطن الأمريكي العادي وطريقة تفكيره. وذلك لكي يسهل للأطرف الأخرى معرفته.
ويرى الكاتب أن على الحكومة الأمريكية أن ترسم خطة رصينة للدبلوماسية العامة تجاه الشرق ألأوسط عن طريق وسائل الإعلام، كما أن عليها كذلك فتح دورات اللغة للسفراء والدبلوماسيين والمسؤولين في وزارة الخارجية والجهات الأخرى التي تتعامل من المنطقة العربية.
ما هي أخطاؤنا
فيما يتعلق بالدبلوماسية العامة حدد ستلوف ستة أخطاء:
الخطأ الأول:
جهل الولايات المتحدة بأعدائها وأصدقائها.ويؤكد على ضرورة تحديدها اياهم إذ لا يمكن أن تنتصر في معاركها بدون القيام بذلك. فهناك حكومات وحركات عربية متشددة وأخرى معتدلة أو علمانية ، يرى أن على الولايات المتحدة ان تفرق بينها.
الخطأ الثاني:
تقديم الولايات المتحدة قروضا ومساعدات إلى أشخاص وهيئات غير مرغوب فيها. فإعطاؤها منحا مالية لحكومات استبدادية وأفراد سيئي السمعة كما وصفهم الكاتب يولد عدم ثقة الشارع العربي بالدبلوماسية الأمريكية.
الخطأ الثالث:
اهتمام الولايات المتحدة بالدعاية إلى الانفتاح والتسامح الديني، وتقليلها من الترويج لسياستها العامة، مما يولد نوعا من الفراغ ونقص المعلومات السياسية التي كان من الممكن الاستفادة منها إذا نالت حظا أوفر من الاهتمام.
الخطأ الرابع:
خسارة الولايات المتحدة لمضمار كسب عقول الشباب في الشرق الأوسط بسبب جهلها بأساليب المعركة الصحيحة، وعدم بذلها جهدا لمعرفة الأسباب الذي بوسعها التغلب على هذا النقص.
الخطأ الخامس:
عدم اعتراف الولايات المتحدة بالأسباب الرئيسية لكراهية ملايين المسلمين والعرب لها.
وهذه الأسباب كما يرى الكاتب هي دعمها المطلق لإسرائيل ومساندتها، بالإضافة إلى سياستها المتبعة في العراق وحربها الحالية ضد الإرهاب.
ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة تخدع نفسها بفكرة أن كراهية العرب لهم نابع من الاختلافات الثقافية، والاجتماعية والدينية.
الخطأ السادس:
إجابتها الخاطئة في ردها على وسائل الإعلام العربية مثل قناة "الجزيرة". فيرى الكاتب أن الولايات المتحدة أخطأت في رصدها ملايين الدولارات بغرض إنشاء مؤسسات إعلامية ناطقة باللغة العربية (مثل قناة الحرة وراديو سوا) بلا أهداف معلنة.
مما أدى إلى فشل هذا النوع المشاريع في تحسين صورتها أمام المواطن العربي.
ماذا يجب أن نفعل الآن؟
يعرض الكاتب في هذا المحور العوامل الصحيحة للدبلوماسية العامة التي تعزز العلاقات بين الدول العربية و الولايات المتحدة، والتي يرى أن من أهمها:
• إبقاء الأبواب مفتوحة مع العالم العربي والإسلامي حتى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر(أيلول). والاستفادة من تبادل المعلومات بين الجانبين.
• نشر المدارس الأمريكية في المنطقة حيث تلعب هذه المدارس دورا هاما في تعليم اللغة والقواعد الانكليزية الأمريكية.
وكذلك في تأهيل الطلاب للدراسة بالمدارس والجامعات الأمريكية ، وإتاحة الفرصة أمام الراغبين في الالتحاق بالدراسات العليا في الولايات المتحدة والانخراط في مجتمعها.
• إصرار السياسيـين الأمريكيين على مواصلة نهجهم السياسي والدبلوماسية، وتوسيع علاقاتهم الإستراتيجية والعامة مع الدول العربية والإسلامية.
أساليب جديدة
• يرى الكاتب في الفقرة الأخيرة من كتابه أن من خلال الأسلوب الجديد للدبلوماسية العامة يمكن بناء جسر من العلاقات تكون أكثر عمقا وخدمة للطرفين. ويستعرض عددا من النقاط الذي من شأنها تشييد أساس قوي للدبلوماسية الأمريكية في المنطقة العربية:
• تشجيع الطلاب في كافة المراحل الدراسية ومن جميع الأعمار على معرفة الولايات المتحدة، وتمهيد الطريق لبناء جيل مثقف مبني على أسس العلم والمعرفة في المنطقة.
• إعادة رسم الخطوط السياسية مع دول العالم. فيقول الكاتب إن على الولايات المتحدة القيام بمهامها تجاه جميع دول العالم والدول العربية بشكل خاص.
من تـلك المـهام توفير الكتب والمناهج الدراسية مع المساهمة في تدريس اللغة والقواعد الإنـكليزية على الطريقة الأمريكية ، وتشجيع دور المرأة في المجتمع وتسهيل انخراطها في مؤسساته الخاصة منها والعامة.
ويشدد الكاتب على ضرورة حث المجتمعات العربية على السماح بتعليم البنات واتاحة الفرص لانخراطهم في المجتمع.
• دعم مؤسسات المجتمع المدني. يقول الكاتب على الولايات المتحدة أن تبذل كل ما بوسعها من أجل مساندة منظمات المجتمع المدني. لأنها المعبر التي سيمكن الأمريكيين من الاختلاط بالمجتمع العربي.
•إنشاء مؤسسات تكون مهمتها الرقابة على المشروعات التي تمولها من أجل ضمان نزاهتها. وذلك لضمان حقوق الأفراد والجماعات التي من شأنها الاستفادة من هذه المشاريع.
في نهاية الكتاب يؤكد الكاتب على ضرورة وضع خطة محكمة للنصر في معركة الأفكار. ولضمان نجاح تكتيك وإستراتيجية تلك الخطة يقول الكاتب إن مسؤولية وضعها تقع على عاتق الرئيس ومستشاريه للأمن القومي. ويؤكد الكاتب أن على الحكومة الأمريكية معرفة الأسباب التي أدت إلى وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول الإرهابية .
كما أن عليها إعادة النظر في فكرة هيمنتها على العالم. وان تأخذ الدول العربية والإسلامية بعين الجد والاهتمام. وبينما يؤكد الكاتب على ضرورة تخلي واشنطن عن سياسة تجنب مخاطبة الشعوب العربية مباشرة بخصوص عدد من القضايا الصعبة مثل التطرف الديني، والإرهاب علاوة على الصراع العربي الإسرائيلي و حربها مع العراق، يرى أن على الدبلوماسية الأمريكية العامة استثمار تحالفاتها القائمة حاليا علاوة على الإصغاء لمن يريدون إقامة تحالف معها في المستقبل.
المصدر : تقرير واشنطن - بيريفان يوسيفي - العدد الواحد والعشرون