Saturday, July 26, 2008

مـخـتـارات من كتاب : تسوية الصراعات في العمل



وداعـاً للنـزاعـات ...


عـفاف الصـادق

مـخـتـارات من كتاب : تسوية الصراعات في العمل

الكتاب يتمحور حول تسوية النزاعات والخلافات والصراعات المنتشرة في كل مكان بنسبة اوبأخرى والتي تستنزف طاقات كبيرة ونفقات كثيرة وتعرقل فرق العمل والجماعات والمؤسسات من التقدم .
في مقدمة الكتاب وتحت عنوان : طرق من المأزق إلى التحول لماري باركر فوليت جاء فيه :
لقد كنا نعتبر السلام نشاطاً سلبياً ، ونظن أن الحرب هي طريقة الحياة الفعالة النشطة . والعكس هو الصحيح . ليست الحرب هي الحياة الأكثر نشاطاً . إنها نوع من العلاج المريح مقارنة بالمهمة الشاقة المتمثلة في حل خلافاتنا .
التحول من الحرب إلى السلام ليس تحولاً من النشاط إلى الراحة و الدعة .
إنه تحول مما هو تافة لا جدوى منه إلى ما هو فعال ، مما هو راكد ساكن إلى ما هو نشيط مؤثر ، ومن طريقة حياة مدمرة إلى أخرى مبدعة ...
وهؤلاء الذين يرتفعون فوق هذه الطرق السلبية المدمرة ، ويبحثون بشكل بطولي نبيل – مهما تعرضوا للأذي ، ومهما كان العناء و الكدح – عن الطرق التي تحقق للناس السلام و الوفاق ، هم الذين سيعيدون صنع العالم من جديد .
وفي المقدمة (ص : 1 ) أيضاً وبعنوان :
8 طرق من المأزق إلى التحـول
جاء فيها :
قواعد اللعـبة هي :
تعلم كل شيء ، و اقرأ كل شيء ، و استعلم عن كل شيء ... و عندما يكون هناك كتابان ، أو عبارتان ، أو لربما فكرتان متناقضتان ، كن مستعداً للجمع والتوفيق بينهما بدلاً من أن ترفض إحدهما بواسطة الأخرى ، انظر إليهما على أنهما جانبان مختلفان ، أو مرحلتان متتابعتان من نفس الحقيقة ، فالحقيقة لا تكون حقيقة إنسانية صالحة للبشر إلا إذا كانت معقدة.
الكتاب يقع في ثمانية فصول ، في كل فصل يتقدم المؤلفون طريقاً لتسوية الصراعات :
الطريق الأول (ص : 19) :
تفهم ثقافة و بيئة الصراع
فقط الشخص المستعد لأي شيء ، و الذي لا يتجاهل أو يستعبد أي تجربة ، حتى أكثر التجارب غموضاً ، هو الشخص الذي يعيش علاقته بأي شخص آخر باعتبارها شيئاً حياً ، و يسبر هو ذاته اعماق كيانه . فإذا تصورنا أن هذا الكيان الخاص بالإنسان عبارة عن غرفة ، كبيرة كانت أو صغيرة ، سيكون من الواضح تماماً أن معظم الناس لا يعرفون إلا ركناً واحداً فقط لا غير من هذه الغرفة الخاصة بهم : بقعة واحدة بالقرب من النافذة ، أو شريط واحد ضيق يواصلون السير عليه ذهاباً و إياباً . و بهذه الطريقة يتحقق لهم نوع معين من الأمان . إلا أن عدم الأمان الذي نجده يدفع سجناء روايات إدجار آلان بو إلى الشعور بالحرية رغم حدود زنازينهم الفظيعة ، وعدم الشعور بالغربة وسط الفزع الرهيب لهذه الزنازين أكثر إنسانية بكثير. و مع ذلك فإننا لسنا سجناء .
الطريق الثاني ( ص : 47 ) :
أنصت بقلبك
أود الكتابة عن ذلك الشيء الرائع و الفعال الذي يسمى بالإتصالات .
و كيف أننا ننساه . و كيف أننا لا ننصت لأطفالنا ، أو لهؤلاء الأشخاص
الذين نحبهم ، و بالطبع ، لهؤلاء الذين لا نحبهم ، و هو أمر في غاية الأهمية أيضاً . و لكن ينبغي علينا الإنصات ، لأن الإنصات هو أمر ساحر ، و جذاب و غريب و هو قوة إبداعية ... و إليك السبب : عندما ينصت إلينا أحدهم ، فإن ذلك يصنع هويتنا ، و يجعلنا نبوح و نتحدث بالتفصيل عن مكنون صدورنا . تبدأ الأفكار بالفعل في النمو بداخلنا و تدب فيها الحياة ... مَن مِن الناس – على سبيل المثال – تذهب إليه من أجل النصيحة ؟ بالطبع ليس إلى الأشخاص الواقعيين العمليين الذين يستطيعون إخبارك بما يجب أن تفعله بالضبط ، و لكنك إلى المنصتين ، و هؤلاء هم أكثر الأشخاص الذين تعرفهم لطفاً ورقة ، و الأقل نقداً ، و الأقل قسوة ، و ألأقل تسلطاً . هذا لأنك عندما تحكي لهم عن مشكلتك تعرف بعدها بنفسك ما يجب أن تفعله .... لذا ، حاول أن تنصت . أنصت إلى زوجك ، و أطفالك ، و أصدقائك ، أنصت لمن يحبونك ، و لمن لا يحبونك ، أنصت لمن تملهم و تضجر منهم ، أنصت لأعدائك . سوف يصنع هذا معجزة صغيرة ، و ربما معجزة عظيمة .
الطريق الثالث (ص : 79 ) :
اعتنق المشاعر و تقبلها
عندما اعتنقت المجهول الذي لا مفر منه ، فقدت خوفي منه . سأفشي
لكم سراً عن الخوف . في وجود الخوف ، إما كل شيء و إما لا شيء
على الإطلاق . فإما أن يحكم حياتك – كأي حاكم غاشم طاغية – بقوة
كلية غبية غاشية ، و إما أن تتغلب عليه و تهزمه ، و هنا تتلاشي قدرته
و تضيع هباء منثور . و إليك سراً آخر . إن الثورة على الخوف – و سقوط المتولد عنها لهذا الطاغية المستبد – لا علاقة لها مطلقاً بأي حال من الأحوال بذلك الشيء الذي يسمي الشجاعة . هذه الثورة يحركها شيء أكثر مباشرة و وضوحاً بكثير : الحاجة البسيطة إلى التقدم و النجاح في حياتك.
لقد توقفت عن الخوف لأنه إذا كان الوقت الذي أقضيه في هذه الحياة محدوداً ، فليس لدي حتى لحظات أقضيها في الذعر .
الطريق الرابع (ص : 113 ) :
ابحث تحت السطح عن المعاني الخفية
السيرة الذاتية هى أكثر الكتب صدقاً على الإطلاق ، لأنها رغم احتوائها
الحتمي على إخماد للحقيقة ، و تهرب من الحقيقة ، و كشف جزئي فحسب عن الحقيقة ، و أقل القليل من الحقيقة الواضحة المباشرة ، إلا أن الحقيقة المحضة القاسية تظل موجودة بها ، هناك بين السطور .
الطريق الخامس ( ص: 137 ) :
افصل الأشياء المهمة عن تلك التي تعرقلك
" بلانتاجنت" :
الحقيقة تقف إلى جانبي عارية تماماً ، حتى إن أي عين شبه عمياء يمكن أن تراها .
" سومرست" :
بل إنها تقف إلى جانبي أنا مكتسية في أبهي صورة ، و في غاية الوضوح ، و شدة التألق ، و منتهى الجلاء ، حتى إنها لتومض فى عينى الأعمى .
الطريق السادس ( ص : 171 ) :
تعلم من السلوكيات المزعجة
إذا كنت تشعر بالذنب ، فإنك تعتقد أن من تشعر تجاهه بالذنب حتماً يدبر لك مكيدة ، بل عدة مكائد . و لمواجهة تلك المكائد ، عليك أن تحيك مكيدة
خاصة بك ، بل عدة مكائد . و لكنك كلما تصورت المزيد من مكائد الأعداء – لكي تتحرر من عدم الفهم الذي تعاني منه – زاد حبك لها ، و قمت بتصميم مكائدك الشخصية وفقاً لنموذج مكائد الأعداء . إنك تنسب إلى الآخرين ما تفعله أنت نفسك ، و حيث إن ذلك الذي تفعله بنفسك بغيض كريه ، يصبح الآخرون أيضاً بغضاء كريهين . و لكن بما أن الآخرين أيضاً – كقاعدة – يودون القيام بنفس الشيءِ البغيض الكريه الذي تقوم أنت به ، فإنهم يتعاونون معك ، مع الإشارة إلى أن ما تنسبه إليهم هو في الواقع - بكل تأكيد – ما كانوا دائماً يتوقون إليه .
الطريق السابع (ص : 203 ) :
حل المشكلات بإبداع ، و تفاوض بشكل تعاوني
أكبر المشكلات و أكثرها أهمية في الحياة جميعها ، بطريقة ما ، غير قابلة للحل . وهي لابد و أن تكون كذلك لأنها تعبر عن التناقض الضروري المتأصل فى كل نظام أتوماتيكي . لا يمكن أبداً حل مثل هذه المشكلات ، و لكن يمكن فقط السمو فوقها ... إن ما يؤدي ، على المستوى الأدنى ، إلى أعنف الصراعات و أكثرها ضراوة ، و إلى الإنفجارات العاطفية المفزعة ، عندما ننظر إليه من مستوى أعلى من مستويات الشخصية ، يصبح و كأنه عاصفة رعدية تضرب وادياً نراه من قمة جبل شاهق . إن هذا لا يسلب العاصفة الرعدية حقيقتتها وقوتها ، و لكننا بدلاً من أن نكون في مواجهتها ، أصبحنا الآن أعلى منها .
الطريق الثامن (ص : 231 ) :
استكشف المقاومة ، و توسط قبل أن تقاضي
أحبط الدعاوى القضائية . أقنع جيرانك بالتسوية و الصلح متى أمكنك ذلك.
أوضح لهم كيف أن الفائز اسماً كثيراً ما يكون خاسراً حقيقاً ، إنه يخسر الرسوم ، و النفقات ، و الوقت . لدى المحامين ، باعتبارهم صناعاً للسلام، فرصة عظيمة ليكونوا أناساً طيبين رائعين . و مع ذلك ، سيظل هناك ما يكفيهم من عمل *.
وختاماً اضيف :
ما أكثر النصوص المقدسة في القرأن الكريم والروايات الشريفة على طريق تسوية النزاعات والخلافات والصراعات لكن ومع الأسف البعض يرددها فقط ، والبعض الأخر يرددها ويدعو اليها فقط دون أن يتقدم بأليات لتكريس وتطبيق ذلك فلابد من تعليم الذات وتدريبها ، و تعليم الأخرين وتدريبهم للوقاية من الإنزلاق نحوالخلافات ، ولمعالجة الخلافات قبل أن تتحول الى نزاعات ومن ثم الى صراعات ، فإصلاح ذات البين خير من عامة الصلاة والصوم . اليس كذلك ؟
* من كتاب : تسوية الصراعات في العمل – كينيث كلوك – جوان جولدسميث - ابراهام لينكولن